أطعمة تمنع الأدوية من العمل كما يجب والأبحاث في بداياتها

بعض الأدوية يجب أن تؤخذ على معدة فارغة، والبعض الآخر يفترض ابتلاعه مع الطعام. تلك هي أنواع التعليمات التي نحصل عليها على عبوة الدواء، للتأكد من أن الأدوية الموصوفة تعمل كما يجب، مع حد أدنى من الأضرار الجانبية. ولكن هل يمكن أن يكون لما نأكله ونشربه تأثير كبير أيضاً؟. 

وأفاد بحث صادر عن كلية الطب في ويكسونسن بالولايات المتحدة، أن بعض المحليات الاصطناعية، يمكن أن تؤثر في طريقة استقلاب الجسم لبعض الأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الفيروسات. وأظهرت الدراسة التي أجريت في مختبر أن المحليات الاصطناعية (الساكرالوز واسيسلفام البوتاسيوم)، تعطل عمل البروتين في الكبد، الذي يساعد على إزالة السموم والأدوية من الجسم. 

لكن هذا ليس المثال الوحيد عن أطعمة تؤثر في طريقة عمل الأدوية، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. فمن المعروف أن الحمضيات، وخاصة الجريب فروت، تعطل امتصاص ما لا يقل عن 85 دواء مختلفاً، بدءاً من الستاتين إلى مضادات الاكتئاب. وهذا يعود إلى احتواء الفاكهة على مركبات تسمى فورانوكورماري، التي من الممكن أن تتداخل مع أنزيم في أجسامنا يقوم بتفكيك تلك الأدوية، ما قد يؤدي إلى مستويات عالية سامة منه في مجرى الدم. 

يوضح أستاذ علم العقاقير الإكلينيكي في جامعة أدنبرة، سيمون اكسويل، أن هذا التفاعل «يحدث جزئياً في الأمعاء، ما يؤدي لزيادة الامتصاص، لكن أيضاً بشكل ملحوظ في الكبد، مانعاً إياه من إزالة الدواء على نحو تدريجي في غضون ساعات بعد الامتصاص».

وتعد تلك المشكلة هامة، إلى درجة أن العلماء يعملون الآن على نوع معدل وراثياً من الجريب فروت بمستويات منخفضة من الفورانوكومارين. 

ويقول الصيدلاني المقيم في لندن ايدان غوغينز، والمتخصص في التفاعلات بين الأطعمة والأدوية: إن تأثير الطعام والشراب قد يكون إيجابياً أيضاً في بعض الأحيان. على سبيل المثال، من المعروف أن تناول ما يعادل كوب اسبرسو واحد، يمكنه تعزيز تأثير الباراسيتامول، لأن الكافيين داخله يسرع من امتصاص الدواء في القناة الهضمية. 

وحتى الآن، لا تزال الأبحاث في كيفية تفاعل الأطعمة مع الأدوية في بدايتها، ويوضح غوغينز أن هذا يعود لأنه تم اختبار تفاعل الأطعمة والأدوية مع الوجبة نفسها التي حددتها إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة، مضيفاً: «غالباً ما يتم الكشف عن التفاعلات ذات الصلة مع الأطعمة الأخرى، في السنوات التي تلي طرح الدواء في السوق، لذلك غالباً ما يتم حذفها من عبوات الأدوية، ولا يتم إبلاغ المريض عنها أبداً»، وهو يعتقد بضرورة إضافة المزيد من النصائح والتحذيرات والتفاعلات الغذائية على عبوات الأدوية.