مدينة مصرية تشتعل بسبب مليارات منهوبة .. سبائك ذهب وماشية بالمزاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازالت واقعة سائق التوك توك الذي استولى على مئات الملايين من الجنيهات لتوظيفها في تجارة الماشية، وهروبه حتى تمكنت السلطات من القبض عليه، تتكرر في عدة قرى أخرى بمدينة إدفو التابعة لمدينة أسوان جنوب مصر.

ومساء أمس السبت، أعلنت مصادر أمنية القبض على طاهر الحصاوي، وهو شاب آخر تمكن من جمع 100 مليون جنيه من المواطنين بقرية الشرفا بالمدينة بحجة توظيفها في تجارة السيارات والماشية مقابل نسبة ربح قيمتها 60%؜، وفقا للعربية نت.

وذكرت أنه تم رصد تردد عدد من المواطنين أمام معرض سيارات ملك أحد الأشخاص مقيم بمركز شرطة إدفو بأسوان، للمطالبة باسترداد أموالهم بعد اكتشاف قيامه بالنصب والاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم بزعم توظيفها في تجارة السيارات، وكذلك تحصله على سياراتهم لتشغيلها، وعدم قيامه بالسداد في الموعد المحدد.

وأسفرت جهود البحث عن ضبط المتهم بمكان اختبائه بدائرة قسم شرطة العمرانية بالجيزة وبحوزته 16 سبيكة ذهبية وزنها عشرة كيلو ونصف الكيلو، ومبلغ مالي، كما تم ضبط والده وعدد من معاونيه.

وتبين أن الضحايا تجمعوا أمام منازل ومعارض يمتلكها المتهم بمسقط رأسه بإدفو، وقاموا بالحصول على ما عثروا عليه من أجهزة وممتلكات ثم أشعلوا النيران في مقاره.

وكشف عدد من أهالي القرية أن المواطنين الغاضبين تجمعوا أمام منازل ومعارض الحصاوي بعدما علموا قيامه وبمعاونة أنصاره من تحميل سيارتين بالخزائن المملوءة بالأموال والهرب باتجاه المناطق الجبلية الوعرة.

وأشعل الأهالي إطارات السيارات بالقرية، كما قاموا بالهجوم على مبان تابعة للمتهم ومستشفى المدينة.

في السياق، شهدت قرية المريناب التابعة للمدينة حالة غضب واسعة بعد اكتشاف إيداع عدد كبير من سكانها نحو 36 مليون جنيه لدى مصطفى البنك سائق التوك توك، كما شهدت قرى البصيلية والمعمارية والكلح أعمال تجمهر من الضحايا الذين أودعوا ملايين الجنيهات لدى نحو 5 من متهمين معاونين لمصطفى البنك وكانوا يعملون معه بتوظيف الأموال.

من جانبه، أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، أن الدولة تقف بكل إمكانياتها بجانب المواطنين الذين تعرضوا لحالات نصب من بعض الذين مارسوا أنشطة تجارية مخالفة خاصة في مجال الحصول على رؤوس الماشية والجمال وتوظيفها بطرق غير مشروعة.

وكشف أنه يجري التنسيق حاليا مع المحامي العام لإصدار قرار من النيابة بسرعة التصرف في رؤوس الماشية والجمال من خلال لجنة محايدة تشرف على عملية توزيعها أو طرحها بمزاد علني وتوجيه عوائدها المالية للمستحقين من المواطنين الذين تعرضوا للنصب.

وناشد محافظ أسوان المواطنين بمدينة البصيلية وقراها ونجوعها بضبط النفس والتحلي بالصبر في ظل الجهود المبذولة من القضاء والشرطة لسرعة إرجاع الحقوق لأصحابها، مشدداً على أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية مع كل من يتجاوز ويهدد السلم العام والاجتماعي.

وكانت السلطات المصرية قد أمرت مساء الجمعة بحبس سائق توك توك متهم مع اثنين آخرين بالاستيلاء على أموال المواطنين بطرق احتيالية بدعوى استثمارها بغير ترخيص في أسوان، بعد أن شغلت قصته آلاف المصريين.

وذكرت النيابة أنها تلقت في أوائل الشهر الجاري بلاغات من مجني عليهم ضد سائق توك توك يدعى مصطفى البدري وشهرته مصطفى البنك.

وكشفت أن وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام تأكدت من مقاطع مصورة بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أفادت باستيلاء المتهم على أموال كثير من المواطنين بدعوى توظيفها في تجارة الماشية، وتوزيع أرباحها عليهم، موضحة أن المتهم استولى على ما يزيد على 9 ملايين جنيه، ثم بدأ التهرّب من سداد الربح الذي وعد المواطنين به، أو رد الماشية إليهم.

وبعدما عاينت مزرعة يملكها أمرت بالتحفظ على عدد 447 رأس ماشية ضُبطت بها، وذلك بعدما تلقت ما يفيد بتحرير ما يزيد عن 800 بلاغ آخر مشابه ضد المتهم نفسه.

وكان المتهم قد انتظم في البداية في توزيع الأرباح وخصص صفحة باسمه على فيسبوك، نشر فيها أسماء المندوبين التابعين له وأرقام هواتفهم وكيفية التواصل معهم، كما بدأ في شراء مساحات من الأراضي وتخصيصها لتربية الماشية وبيعها إلا أنه بدأ في التعثر منتصف أبريل الماضي، فأخذ القلق يساور المودعين الذين تجمعوا أمام منزله ومزارعه لمطالبته بصرف أرباحهم الشهرية بعد أن تأخرت لأكثر من شهرين حتى فر هاربا واختفى.

وعلى الفور قررت الأجهزة الأمنية البحث عنه ومطاردته في جبال إدفو التي يعتقد أنه هرب إليها، حتى تمكنت من ضبطه وإحالته للنيابة العامة التي قررت حبسه.

 

Email