«طفل الهرم».. خطفه ابن عمته وطالب بـ «100 ألف دولار» فدية

ت + ت - الحجم الطبيعي

برغم أن خطته خبيثة ومدبرة إلا أن الله أبطلها ونجا الطفل من كيد ابن عمته وأصدقائه، حيث حل ابن العمة ضيفاً على منزل الطفل في منطقة الهرم بالجيزة، لكن الضيف دبّر لخطفه رفقة 4 من أصدقائه، لتهديد أسرته بدفع فدية.

واقتضت الخطة إرسال الطفل محمد عمر، 8 سنوات، لشراء زجاجة مياه غازية لابن عمته.

غاب الطفل، الشهير بـ«بودى»، 20 دقيقة، والمشوار لا يقتضي دقيقتين على حد قول والد الطفل، الذي توجه لـ«السوبر ماركت» فتلقى الصدمة: «في توك توك جواه شباب خطفوا «بودى»، وقبل أن يفيق من هول مشاهد الخطف التي وثقتها كاميرات المراقبة، تلقى اتصالين من مجهول، أولهما مفاده: «معانا الولد وهو بخير، بس إحنا عاوزينك تحضر لنا 150 ألف جنيه في ظرف ساعة زمن، والثاني: لأ المبلغ هيكون 100 ألف دولار، وعليك تجهيزهم في نص ساعة وإلا مش هتشوف ابنك». وفقاً لصحيفة "المصري اليوم".

رد الأب، وهو سكرتير بمستشفى حكومي، على المتصل، ساخرًا: «هو أنا في جيبي 100 جنيه علشان أحضر دولارات».. ومن فوره توجه إلى قسم شرطة الهرم، وهناك قابله مفتش المباحث وطالبه بالهدوء والتريث والحكى، فقال والد الطفل المختطف: «كنت قاعد ومعايا ابن أختى عمرو، شاب عمره 21 سنة، وفجأة قال لى (ريقى ناشف يا خال)، وبعت ابني يشتري زجاجة حاجة ساقعة من على أول الشارع- وكنا قاعدين قدام البيت».

مفتش المباحث يطالب الأب بمزيد من التفاصيل، فيقول: «عمرو لما جه، كان عمال يترعش وخايف قوى، ويبرر دا بأنه بسبب شرب المخدرات، وكان عمال يقول لى: شايف يا خال أعصابى سايبه إزاى؟!».

أخرج والد الطفل الرقم المتصل عليه لطلب الفدية، وأعطاه لمفتش المباحث، الذي ناداه بعد فترة انتظار قليلة خارج مكتبه، مطالبًا إياه باستدعاء ابن شقيقته «عمرو» إلى القسم، للتعرف على صورة شخص مشتبه به، وكشف عن هويته من خلال تتبع الرقم المتصل.

حضر «عمرو» إلى القسم، فيما اتصلت أمه على أخيها، والد الطفل المختطف معاتبة إياه: «إنت هتلبس ابنى مصيبة، كان جاي عندكم تحل له مشكلة توديه في داهية».

دقائق من الاستجواب داخل غرفة المفتش، سمع خلالها والد الطفل جملة: «خلاص هقول كل حاجة، أنا ورا اللى حصل»، ثم توجه مع فريق البحث الجنائي، عقب اعترافاته، إلى مكان اختباء 4 من أصدقائه وبحوزتهم الطفل المختطف.

وكانت والدة عمرو، المتهم الرئيسي، تنتظر أمام القسم، لتقابل ابنها فتعلو وجهها صدمة، فقال لها ضابط شرطة: «ابنك معترف بأنه خطف ابن خاله الطفل الصغير، وكان عاوز يقتل جدته علشان يسرق فلوسها».

عاد الطفل إلى أحضان والده، بعد 3 ساعات من اختطافه، يقول الأب: «مروا علينا كأنهم دهر من الزمان، كنت هموت فيهم وأغمى عليّا أنا ومراتي، حرفيًا خوفت ابنى يتقتل، وعرفت سبب رعشة عمرو ابن أختى لأنه كان متوترًا لقرب لحظة اختطاف ابني، والخطة بدأت بخروج الطفل لشراء الحاجة الساقعة».

«مش هخرج من الشارع تانى».. الجملة الأولى التي رددها الطفل، في أحضان والديه، قبل أن يفاجئه مشهد القبض على ابن عمته عمرو، وفى يديه الكلابشات: «لأ ابن عمتى مش خطفنى!.. اللى خطفونى جوا التوك توك كانوا 4 وهددونى لو اتكلمت أو صرخت هيدبحونى».

والد الطفل، يقول: «ابنى محمد مش مصدق إن عمرو يخطط لكده، لأنه طول عمره كان بيلعب معاه».

جدة المتهم والمجني عليه، في حسرةٍ، تروى أن حفيدها «عمرو» كان يأخذ أموالها وكانت تساعده «علشان يشوف له شغلانة» واشترت له موتوسيكل ليعمل دليفرى، لكن كان يشترى مخدرات ويستغل إعاقة أبيه بالقدم ويعتدى عليه بالضرب، وقبل جريمة الخطف اختفى ولم يأت لمنزلنا كعادته يوميًا: «علشان يركن الموتوسيكل وياخد فلوس»، وكان يظن أنني «مليونيرة» وسأدفع فدية بودى، رغم أنني «ست على المعاش وكنت ممرضة بمستشفى حكومي».

الجدة تذكر أن يوم الجريمة كانت خارج المنزل، وحين تلقت نبأ اختطاف حفيدها، قالت بحدسها: «عمرو اللى يعمل كده، أنا كنت خايفة يقتلنى وقلت الكلام دا لمرات ابنى»، وصدق إحساس العجوز: «للأسف الواد اعترف في التحقيقات بأنه كان ينوى قتلى لأنى معايا فلوس وبخيلة، رغم إنى ساعدته بفلوس الدنيا».

وحين علم الجيران بواقعة الخطف، جمعوا أموالاً لإعطائها للمتهمين، بحسب «الجدة»: «الأهالى لم يتركونا ووقفوا معانا، وبعد عودة الطفل كانوا يسألون بدهشة: إنتى معاكى الفلوس دى كلها، حفيدك خطف ابن خاله علشان معاكى 50 مليون جنيه!!».

النيابة العامة قررت حبس المتهمين الـ5 باختطاف الطفل، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

Email