هل هجرة الرسول كانت في ربيع الأول؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول فيه صاحبه "هل حقًّا أن هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت فى ربيع الأول؟ ولو كانت كذلك فلماذا نحتفل ببداية السنة الهجرية ويوم هجرة الرسول فى شهر محرم؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي؟

وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جُعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة؛ يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 268، ط. دار المعرفة): [وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً. وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ] اهـ.

تعّد ذكرى الهجرة النبوية في نفوس المسلمين وتاريخهم، ذكرى ذات أهمية عظيمة وبالغة، لما لها من مكانة و أثر في نشر الدعوة الإسلامية، الهجرة النبوية، خير هجرة عرفتها البشرية منذ بدء الخلق، فقد هاجر خير خلق الله تعالى إلى المدينة المنوّرة لتكون خطوة أولى في نشر الدعوة الإسلامية، ليبدأ بعدها الإسلام ببسط نفوذه في مناطق واسعة من بعد هذه الذكرى 
الهجرة النبوية خير هجرة عرفتها البشرية منذ بدء الخلق، ، اذ تجمع هذه الذكرى مزيجاً من القيم والنبل النبويّة الطيبة، والمتمثلة بالصدق، والعزيمة، والإخلاص، والتضحية، والصبر، والتي تنبئ عن رعاية الله للرسالة المحمديّة التي بدأت دعوتها في مكة المكرمة.

ومن الأخطاء الشائعة اعتقاد البعض أن هجرة النبى محمد كانت فى شهر المحرم، بل إن البعض يعتقد أن وصول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة قادماً من مكة المكرمة كان فى غرة محرم الحرام، كما جاء فى عدد من المصادر والأعمال الأدبية والفنية؟، مثل فيلم الرسالة أن بداية حساب التاريخ الهجري بدأت مع أول يوم من محرم من العام الهجري الأول.

والصحيح بحسب كتاب "إبحار فى روائع أمهات الكتب" للكاتب حازم خالد، فإن المؤرخ شمس الدين الذهبى يبدأ تاريخه فى كتابه الموسوعى "تاريخ الإسلام" بشهر ربيع الأول وهو شهر الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، وأسقط من تأريخه شهرى المحرم وسفر لأنهما سابقان على الهجرة، والغريب أنه أرخ للسنة الهجرية الثانية ابتداء من نفس الشهر ربيع الأول، بينما بدأ السنة الثالثة من شهر المحرم، وأرخ فى الجزء للسنوات الهجرية الأولى والغريب أنه أكمل السنة العاشرة بشهري محرم وصفر وهما مطلع السنة الحادية عشرة ووقف عند شهر ربيع الأول، الذى توفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبدو أن الأمام الذهبي اعتبر هجرة الرسول فى ربيع الأول بداية التاريخ الإسلامي.
 
وبحسب كتاب "بهجة النفوس والأسرار فى تأريخ دار هجرة النبى المختار صلى الله عليه وسلم" للشيخ أبى محمد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجانى، فإن الرسول قدم إلى المدينة صباح يوم الاثنين 12 ربيع الأول.

Email