بطاريات المركبات الكهربائية المستنزفة تثير حفيظة أنصار البيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن كانت السيارات التقليدية العاملة على الوقود تثير حفيظة المدافعين عن البيئة، فإن إشكالية تنامي أعداد البطاريات المستنزفة للمركبات الكهربائية تثير أسئلةً لا بدّ أن تشغل محبي الطبيعة، فهل تنضم بعد نهاية الحياة أي بعد عقد إلى أكوام القمامة أو هل من طريقة لإنقاذها؟

وفي حين تعتبر مركبات محركات الاحتراق عدواً للبيئة لناحية الانبعاثات إلا أنها حليف أبرز حين يتعلق الأمر بإعادة التدوير، بحسب ما أشار موقع «ساينس فوكس».

ولفت الدكتور دانييل ريد، المحاضر في كيمياء المادة بجامعة بريمينغهام إلى أن بطاريات الرصاص الموجودة في السيارات التقليدية من أكثر منتجات الاستهلاك إعادة للتدوير عالمياً، ضمن تقنية مدروسة تتبع نظاماً ثابتاً وموحداً، سيما في ظل المكونات البسيطة نسبياً، القائمة على مواد قليلة نوعاً ما يسهل فصلها وبيعها.

بالمقابل، فإن بطاريات أيون الليثيوم القابلة للشحن في المركبات الكهربائية لديها ما يقارب 10 مكونات مختلفة، بحسب البروفسور أندرو أبوت المتخصص في الفيزياء الكيميائية بجامعة ليستر. وأضاف:«تلك المكونات متداخلة على شكل مواد مركبة إضافة إلى البوليمرات والكهرلات والمذيبات المفلورة والتي يصعب كثيراً فصلها عن بعضها».

كما أن بعض تلك المواد سامة وبعضها قابل للاشتعال أي أنها قد تبدأ بالاحتراق بمجرد التلامس مع الهواء، الأمر الذي يجعل تفكيك بطاريات المركبات الكهربائية معقداً ومكلفاً للغاية.

وهناك مسألة أخرى تتعلق بكون عدد من المواد «جوهري» كالمعادن النادرة والليثيوم والكوبالت مثلاً، والتي تعتبر حيوية للانتقال نحو البديل لطاقة نظيفة، لكنه لا يتوفر إلا في بضعة بلدان قليلة. وهكذا فإن السبيل الوحيد لضمان بقاء المخزون هو بإنقاذه من المنتجات المستخدم فيها.

يبدو أن ابتكار بطارية أبسط ذات معيار ثابت وموحد تكون آمنة وسهلة وغير مكلفة من أجل فصل مكوناتها هو الحل الذي يبحث عنه الجميع، بكلام آخر بطارية مركبات كهربائية معادلة لبطارية الرصاص.

لكن من المجدي أن نتذكر بأن بطاريات أيون الليثيوم موجودة منذ ثمانينيات القرن الماضي فقط، في حين أن بطاريات الرصاص ظهرت منذ حوالي العام 1860 ولم يتم توحيدها لاستعمال السيارات إلا في سبعينيات القرن الماضي أيضاً.

Email