أصغر رحالة في العالم.. طفل ليبي ينشد السلام لبلاده

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يتجاوز الطفل الليبي الهادي مراد جلغم المقرحي العاشرة من عمره، عندما أصبح اليوم الأحد أصغر رحالة في العالم، إذ قطع الصحاري والأودية انطلاقاً من مدينة الشويرف (420 كلم الى الجنوب من طرابلس)، برفقة الرحالة يوسف الشريدي القادم من مدينة سبها عاصمة إقليم فزان (770 كلم الى الجنوب من طرابلس)، ليترافقا في رحلة دعم السلام في بلدهما، ممتطيين جمليهما في اتجاه الشمال، عابرين عدداً من المدن التي استقبلتهما بحفاوة بالغة، مثل بني وليد ومصراتة وزليتن والقربوللي قبل الوصول الى طرابلس التي غادراها السبت في اتجاه بقية المدن الساحلية الغربية ومنها الزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة وصولاً الى معبر راس جدير الحدودي مع تونس لينعطفا بعد ذلك نحو مناطق باطن الجبل والجبل الغربي.

بهتافات «حي على السلام» و«عاشت ليبيا عاش السلام» وصل طرابلس الرحالة الشريدي والرحالة الطفل الهادي اللذين كانا يرفعان الرايات البيضاء طوال رحلة استمرت 37 يوماً انطلاقاً من أقصى الجنوب في اتجاه مدن الساحل الشمالي الغربي، وصولاً الى العاصمة التي استقبلتهم الجمعة، قاطعين مسافة 

تنظيم الاستقبال

وزارة الداخلية ساهمت في تنظيم الاستقبال بتنظيم حركة المرور ما يسمح لجملين كان يمتطيهما الرحالتان بعبور الشوارع المكتظة بحركة السي، والخيول التي يعتلي صهواتها فرسان قادمون من داخل البلاد، وهم يرفعون بدورهم الرايات البيضاء، تأكيداً على مبدأ السلام واستبشاراً بالتحوّلات المهمة في البلاد منذ وقف إطلاق النار وإقرار خارطة الحل السياسي وتنصيب السلطات الجديدة.

في ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، ووسط تجمع شعبي كبير، برك الجملان ونزل الرحالتان لتحية مستقبليهما من السكان المتعطشين للسلام والأمن، ومن وفد وزارة الثقافة والتنمية المعرفية الذي كان يمثل حكومة الوحدة الوطنية. 

دعوة للسلام

وقال الشريدي إن الهدف من الرحلة هو الدعوة الى السلام والمحبة بين جميع الليبيين، وأضاف أن رفع راية السلام البيضاء للتأكيد على أن ليبيا فوق الحسابات والتجاذبات، مشيراً الى أنه وطوال رحلته، لم يجد في المدن التي استقبلته الا التجاوب الكامل مع دعوته، حيث أن كل الليبيين يؤمنون بوحدة بلادهم وينادون بالسلام والمصالحة والمحبة ويبدون مودة بالغة لأبناء وطنهم سواء في شرق البلاد أو في غربها أو في وسطها وجنوبها، مردفاً أنه لن ينسى زغاريد النساء وهتافات الرجال والشباب والأطفال المرحبة به وبرفيقه الرحالة الصغير الهادي مراد جلغم المقرحي الذي أكد بدوره أنه كان سعيدا بالرحلة، وأن والدته دعت له وقالت له «لرفع رأسنا وسر على طريق السلام بإسم كل أطفال ليبيا».

Email