يفتح الحب أبوابه على الجميع، يداعب القلوب ويغسلها بماء الورد، ينقيها من شوائب الحياة وضغوطاتها، ويبني جسوراً وردية الطابع، ليس بين القلوب وحسب وإنما بين الحضارات الإنسانية أيضاً. على هذا الجسر شرعت دبي أبوابها، ووسعت قلبها كثيراً، حتى باتت حضناً دافئاً للآلاف ممن رصفوا طريقهم بالأمل.

ورغم أن العشاق تعودوا الاحتفاء بـ«الحب» في 14 الجاري، إلا أن دبي لم تحصر نفسها بتاريخ محدد، فبالنسبة لها، تعودت أن تغلف كل أيامها بالحب، والتسامح، الذي غمرت فيه كل من يزور مراكزها وأماكنها السياحية، ومختلف زواياها، حيث تتشابك القلوب فيها بالتسامح، حيث يأتي ذلك إيماناً منها بأن الحب لا بد أن يظلل الناس، ليكونوا أكثر سعادة واستقراراً، وليتمكنوا من مواصلة الأمل في الحياة، ذلك يمكن تلمسه في شوارعها من خلال عديد الأعمال الفنية، التي تعتلي جدران الإمارة ومنحوتات فنية ضخمة جاءت تعبيراً عن الحب، كذلك القلب اللامع، الذي أبدعه الفنان البريطاني ريتشارد هادسن، ويتخذ من وسط مدينة دبي موطناً له، حيث تعود العشاق والناس التحلق حوله، والتقاط الصور بالقرب منه، لتوثيق اللحظة في ذاكرة كاميراتهم.

تجسيد السعادة

«الحب وجه آخر لسعادة المدن»، هكذا يرى المصور الإماراتي عبد الله البقيش، الذي تعودت عينه التقاط أوجه السعادة في مدن الإمارات، للاحتفاء بهذا اليوم، ويقول: «لقد نجحت دبي ومدن الإمارات في تجسيد السعادة على الأرض، عبر عديد العلامات والجماليات، التي يمكن أن نتلمسها خلال جولاتنا فيها».

وأضاف: «مدننا مليئة بالحب، لأن قلبها كبير جداً، قادر على استيعاب الآخر والتعايش معه، وذلك بلا شك فيه دلالة على مدى التسامح الذي يعتمر قلب مدننا». وأشار عبد الله البقيش إلى أن جولاته في الإمارات من أجل التقاط معالم السعادة، قد فتحت عينيه على واحدة من مميزات الإمارات، وقال: «في شوارع الإمارات نشعر بالحب، عبر العديد من المعالم والصور المختلفة، والتي تكشف عن مدى الجمال الذي تتمتع به مدننا في الإمارات».

علامة مميزة

في يوم الحب، ترتدي المراكز التجارية اللون الأحمر، كونه علامة مميزة على الاحتفاء بهذا اليوم، الذي يتزايد فيه تبادل الورود، كما تتكاثر فيه الهدايا، بينما ترتفع أصوات الموسيقى، وترتدي حلة رومانسية خالصة، اللون الأحمر في هذا اليوم لا يكون قاصراً على المراكز التجارية، وإنما يمتد ليغطي المطاعم والمقاهي والعديد من الأماكن التي تعد نفسها مبكراً استعداداً للترحيب بكل العشاق، والذين سبق لهم أن «علقوا أقفال قلوبهم» على جسر الأقفال في منطقة «ذا يارد» في لاست اكزيت الخوانيج، حيث معظم الأقفال تحمل رسماً لقلوب لا تزال تشع بالحب، فيما بعضهم يرسم سعادته على رأس قلب، ويزور بحيرة الحب الواقعة بالقرب من محمية المرموم واللسيلي، حيث تفترش القلوب المتشابكة مساحة واسعة في المكان، الذي امتاز بخضرته وحيويته، وبات وجهة مميزة للجميع.