«بلاتو» يكتمل.. 26 عيناً فضائية تستعد لاصطياد «أرض ثانية»


في خطوة تاريخية، تُقرب البشرية خطوة نحو الإجابة عن السؤال الأزلي: «هل نحن وحيدون؟»، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن إكمال بناء مركبة الفضاء PLATO (اختصار لعبارة Planetary Transits and Oscillations of stars)، وهي مهمة طموحة، مُصممة للبحث عن كواكب صخرية شبيهة بالأرض، تدور حول نجوم شبيهة بشمسنا.

اكتمال بلاتو
بعد سنوات من العمل الهندسي الدقيق، تم مؤخراً في مركز الاختبار التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESTEC) في هولندا، تثبيت الوحدة الأخيرة والأساسية في المركبة: الدرع الشمسية المدمجة، ووحدة الألواح الشمسية، ليصبح التلسكوب جاهزاً الآن لمرحلة الاختبارات النهائية القاسية، والتي تسبق رحلته المرتقبة. ومهمة «بلاتو» ليست مجرد اكتشاف كواكب جديدة، بل تهدف إلى العثور على ما يسميه العلماء بـ «أرض 2.0». ينصبّ التركيز العلمي للمهمة على اكتشاف كواكب بحجم الأرض (صخرية)، تدور ضمن المنطقة الصالحة للسكن (Habitable Zone) لنجمها، وهي المسافة المثالية التي تسمح بوجود الماء في حالته السائلة على سطح الكوكب.

الخصائص الأساسية
سيتمكن «بلاتو» من قياس معايير حيوية بدقة غير مسبوقة للكواكب المكتشفة، مثل نصف قطرها، وكتلتها، وكثافتها، وعمر نجمها المضيف. هذه القياسات ضرورية لتحديد مدى قابلية الكوكب للسكن، وتكوينه الداخلي.
الهدف الأسمى هو دراسة عينة كبيرة من الأنظمة الكوكبية، لتحديد مدى شيوع وجود عوالم مثل أرضنا في مجرة درب التبانة.
ما يميز «بلاتو» عن سابقاته، هو تصميمه الفريد، حيث لا يعتمد على تلسكوب واحد كبير، بل يضم مجموعة من 26 كاميرا متقدمة، تعمل بشكل متزامن. وتعمل هذه الكاميرات معاً لتغطية مجال رؤية هائل، ومراقبة ما يصل إلى 150,000 إلى أكثر من مليون نجم ساطع بشكل مستمر.
يستخدم «بلاتو» طريقة العبور (Transit Method)، والتي تقيس الانخفاض الطفيف المنتظم في لمعان النجم عند مرور كوكب أمامه، ما يكشف عن وجوده وحجمه.
لدى «بلاتو» هدف ثانوي بالغ الأهمية، وهو دراسة اهتزازات النجوم (الزلازل النجمية)، ما يمكن العلماء من تحديد عمر النجم بدقة هائلة، وهو أمر بالغ الأهمية لحساب عمر الكوكب الذي يدور حوله، ومن ثم تقييم فرص تطور الحياة عليه.

الانطلاق في ديسمبر 2026
من المقرر أن يتم إطلاق مركبة PLATO في ديسمبر 2026، على متن الصاروخ الأوروبي الجديد آريان 6 (Ariane 6)، من مركز كورو في غيانا الفرنسية.
ستتخذ المركبة موقعها التشغيلي في نقطة لاغرانج 2 (L2)، وهي نقطة استقرار جاذبي، تبعد حوالي 1.5 مليون كيلومتر عن الأرض في الاتجاه المعاكس للشمس. ومن هناك، ستبدأ مهمتها المخطط لها لمدة أربع سنوات قابلة للتمديد، لتفتح فصلاً جديداً في البحث عن الكواكب الخارجية الصالحة للحياة.