«مطاردة الأحلام» تُنهي عصر الكبسولات الفضائية


في الوقت الذي تصبح فيه مهام نقل البضائع إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) أمراً روتينياً كـ«نقل الحليب على الأرض»، تستعد وكالة ناسا لضخ دماء جديدة في برنامجها التجاري للإمداد. ومع دخول المختبر المداري آخر خمس سنوات من الخدمة، لا تزال المفاجآت التكنولوجية تلوح في الأفق، أبرزها دخول مركبة فضائية بشكل وتصميم غير مألوفين إلى الساحة: إنها الطائرة الفضائية «مطاردة الأحلام» (Dream Chaser).

نقل الحمولات المتخصصة
أعلنت شركة سييرا سبيس (Sierra Space) عن نجاح طائرتها في إثبات قدرتها على نقل الحمولات المتخصصة، لتنضم بذلك إلى قائمة مركبات الشحن العالمية مثل كبسولات دراغون (SpaceX Dragon) وسيغنوس (Cygnus) وبروغرس الروسية، بالإضافة إلى سفينة الشحن HTV-X اليابانية المتوقعة. لكن «دريم تشيسر» تختلف جذرياً عن الكبسولات التقليدية، فهي تبدو كأنها نفحة من الماضي الفضائي المجيد.

أسطورة المكوك الفضائي
إذا بدت «دريم تشيسر» شبيهة بالمكوك الفضائي، فذلك ليس من قبيل المصادفة. فهي ليست مجرد طائرة فضائية تنطلق على متن صاروخ تقليدي وتهبط على مدرج تقليدي (مما يوفر ميزة فريدة لإعادة المواد الحساسة بهدوء)، بل إن تصميمها مستوحى من تاريخ طويل من مفاهيم الطيران الفضائي، وهي امتداد لمفهوم طائرة ناسا الفضائية HL-20 لنظام الإطلاق الشخصي في الثمانينيات. وتعود جذور تصميمها إلى الطائرة الفضائية X-20 Dyna-Soar التي أرادها سلاح الجو الأمريكي في الستينيات.
على الرغم من مظهرها، تعمل «دريم تشيسر» كـجسم رافع (Lifting Body)، حيث يقوم هيكلها بمعظم عمل الجناح لتوفير قوة رفع أثناء العودة إلى الغلاف الجوي.

ملكة الشحن الدقيقة
في الأصل، كانت «دريم تشيسر» منافساً قوياً لنقل رواد الفضاء، لكن بعد خسارتها أمام سبيس إكس وبوينغ، حولتها الشركة الأم الحالية (سييرا سبيس) إلى نسخة شحن غير مأهولة تُسمى نظام دريم تشيسر للشحن (DCCS).
شهدت مختبرات سييرا سبيس في كولورادو مؤخراً اختبارات عرض مشتركة 10B، التي كانت تهدف إلى إظهار قدرة «دريم تشيسر» على التعامل مع حمولات علمية فائقة التخصص. وقد تضمنت الاختبارات إثبات قدرتها على تزويد هذه الحمولات بالطاقة، وتبريدها بالهواء، ومعالجة بياناتها بين المدار وغرفة التحكم على الأرض.

قدرات دريم تشيسر
بابلو غونزاليس، نائب رئيس أنظمة نقل الطاقم والبضائع في سييرا سبيس، أكد أن هذه الاختبارات «دليل قاطع على قدرات دريم تشيسر... ويُبرز هذا الإنجاز مرونة دريم تشيسر وموثوقيتها وقدرتها على تلبية الاحتياجات المتنوعة لعملاء الحمولات لدينا - بمن في ذلك الشركاء التجاريون وناسا - ويقرّبنا خطوة أخرى نحو الإطلاق»، لا تعد «دريم تشيسر» مجرد سفينة شحن جديدة، بل هي إعادة إحياء لروح الاستكشاف الطائرة، وتجسيد لتطور تقني يسمح بنقل المواد الحساسة من المدار بسلام وسلاسة على مدرج عادي، فاتحةً بذلك آفاقاً جديدة للبحث العلمي في الفضاء.