دخلت الصين مرحلة السيطرة على الاقتصاد العالمي للفضاء عبر خطط طموحة ودراسات بحثية عميقة تصل كلفتها المالية المتوقعة حتى عام 2040 تريليون دولار، مع تركيز النمو على الطاقة والإنترنت والسياحة والإبداع الثقافي، وفقاً للرؤى التي تمت مشاركتها في المؤتمر الدولي الثالث لاستكشاف الفضاء في مقاطعة آنهوي بالصين.
رؤية 2040
قدّم شي بينغيان، كبير مهندسي مختبر استكشاف الفضاء الصيني، تقريراً في منتدى فرعي عقد في هيفي، حدّد فيه عشرة قطاعات ذات أولوية تشكّل اقتصاد الفضاء، وتشمل هذه القطاعات استغلال الموارد، والإنترنت، والطاقة، وعلم الأحياء، والنقل، والتقنيات الذكية، والبناء، والسياحة، والأمن، والإبداع الثقافي.
أوضح شي أن استراتيجية الاستكشاف الصينية تتطور من البحث العلمي والاختراقات التكنولوجية نحو التمكين الاقتصادي والتنمية الصناعية الشاملة. وأكد أن صناعات الفضاء ستصبح محركاً رئيسياً لقوى إنتاجية جديدة وحافزاً لتطوير قدرات الفضاء الجوي.
وأكد التقرير أيضاً على أهمية التعاون الدولي والدعم الحكومي والاستثمار التجاري والابتكار التكنولوجي لتحقيق الإمكانات الاقتصادية لأنشطة الفضاء.
الكويكبات القريبة من الأرض
وناقش المؤتمر، الذي عقد يومي 4 و5 سبتمبر تحت عنوان «الكويكبات القريبة من الأرض»، اكتشاف الكويكبات والدفاع الكوكبي واستغلال الموارد خارج الأرض، مما يمثل منصة مهمة لتشكيل التعاون العالمي في تطوير اقتصاد الفضاء.
الريادة العالمية
تتجه خطط الصين نحو الريادة العالمية في مجال الفضاء بحلول عام 2050، مع التركيز على بناء قاعدة أبحاث قمرية دولية بحلول عام 2035، وإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030. يشمل الاقتصاد الفضائي الصيني نمواً في الصناعات التجارية، وتشجيع الشركات الخاصة، واستخدام الأقمار الصناعية في الاتصالات والملاحة والاستشعار عن بعد، مع تزايد الاستثمار في هذا القطاع الواسع.
استكشاف الفضاء
تهدف الصين إلى استكشاف المريخ والزهرة والمشتري، وإرسال أطقم فضاء إلى القمر، وجلب عينات من المريخ، وتعمل لبناء نموذج أساسي لمحطة أبحاث قمرية بحلول عام 2035، ستتضمن مفاعلاً نووياً للطاقة. ومن المقرر أن ترسل الصين رواد فضاء إلى سطح القمر قبل عام 2030.
فيما تعمل الحكومة الصينية على إشراك الشركات الخاصة لدفع عجلة الابتكار في صناعة الفضاء، حيث تحرز شركات مثل LandSpace و iSpace تقدماً في خدمات الإطلاق التجاري. على الرغم من النمو، لا يزال الاعتماد على التمويل الحكومي قائماً، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الشركات الأجنبية في ظل المخاوف المتعلقة بالملكية الفكرية.
وتخطط الصين لبناء شبكة من أقمار الاتصالات الفضائية بحلول عام 2030، لربط البعثات الفضائية مع الأرض والكواكب الأخرى. وتستخدم أسطولاً كبيراً من الأقمار الصناعية لخدمات الاتصالات، والملاحة (مثل نظام بيدو)، والرصد عن بعد، والبحث العلمي.
