إيلون ماسك يفتح النار على إعادة هيكلة OpenAI

وسط تصاعد وتيرة المعركة القضائية بين الملياردير إيلون ماسك وعملاق الذكاء الاصطناعي «OpenAI»، تعهد فريق ماسك القانوني بالمضي قدماً في قضيته الهادفة إلى إلغاء إعادة الهيكلة الأخيرة للشركة التي حولتها فعلياً إلى كيان هادف للربح. وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على ما يعتبره فريق ماسك «تجاوزاً غير قانوني» للمبادئ التأسيسية للمنظمة.

أعلن مارك توبيروف، المحامي الرئيسي لإيلون ماسك في الدعوى ضد «OpenAI»، أنهم لن يسمحوا بـ «إعادة الهيكلة في اللحظة الأخيرة» التي قامت بها الشركة، على الرغم من موافقة المدعين العامين في ولايتي كاليفورنيا وديلاوير - حيث تتخذ «OpenAI» مقراً لها - على هذه التغييرات، أو بالأحرى، عدم معارضتهم لها.

خيانة «المهمة»

يكمن جوهر نزاع ماسك، الذي كان أحد المؤسسين الرئيسيين لـ «OpenAI» في عام 2015، في ادعائه بأن الشركة انحرفت عن مهمتها الأساسية وغير الربحية التي نصت على تطوير «الذكاء الاصطناعي العام (AGI) لصالح البشرية جمعاء» وليس لصالح الربح.
وقد وصف ماسك سابقاً المنظمة بأنها «مبنية على كذبة»، متهماً الرئيس التنفيذي سام ألتمان بالتخلي عن المبادئ الخيرية للشركة مقابل مليارات الدولارات من الدعم والاستثمار، أبرزها من شركة مايكروسوفت.

التحول للربحية

شهدت «OpenAI» أخيراً عملية إعادة هيكلة كبرى، حيث تحولت عمليتها الرئيسية إلى «مؤسسة ذات منفعة عامة»، وهي نوع من الكيانات الربحية يركز على المصلحة العامة بالإضافة إلى الأرباح. وقد جاء هذا التحول ليسهل على الشركة جمع المزيد من رأس المال.
في إطار هذه الهيكلة، أعلنت «OpenAI» عن اتفاقية جديدة مع شريكتها الكبرى مايكروسوفت تمنح العملاق البرمجي حصة ملكية تبلغ حوالي 27% في الكيان الربحي الجديد لـ «OpenAI»، وتقدر قيمة الشركة بموجب هذا الاتفاق بما يصل إلى 500 مليار دولار.

تجاوز على المحكمة

يرى محامي ماسك، توبيروف، أن قرار «OpenAI» بإعادة الهيكلة في هذا التوقيت يمثل محاولة لاستباق قرار المحكمة وهيئة المحلفين في القضية المرفوعة. وأشار إلى أن عدم معارضة المدعي العام في كاليفورنيا للتغيير لا «يطهر» سلوك «OpenAI» غير القانوني المزعوم.
ويشدد توبيروف على أن استمرار الدعوى القضائية هو أمر ضروري لـ «إحقاق الحق» وإلغاء هذه التغييرات التي يعتبرونها مسيئة للاتفاق التأسيسي بين المؤسسين.

مستقبل القضية

على الرغم من إتمام «OpenAI» لإعادة هيكلتها، إلا أن الدعوى القضائية التي رفعها ماسك – والتي يطالب فيها بإجبار «OpenAI» على جعل جميع أبحاثها وتقنياتها مفتوحة المصدر للجمهور – من المقرر أن تذهب إلى المحاكمة في أواخر مارس المقبل أمام محكمة اتحادية أمريكية. ويؤكد المدعي العام لكاليفورنيا، روب بونتا، أن تحول «OpenAI» إلى شركة ربحية «لن يكون له تأثير على أي قضايا أخرى»، ما يفتح الباب أمام استمرار معركة ماسك القانونية.

ماسك وسام

النزاع بين ماسك وسام ألتمان يتجاوز مجرد المال، ليصبح صراعاً مفتوحاً على فلسفة الذكاء الاصطناعي ومستقبله: هل يجب أن يكون مشروعاً مفتوحاً وخيرياً لخدمة البشرية (كما يرى ماسك وشركته المنافسة xAI)، أم كياناً قادراً على جني الأرباح لتأمين استدامة الأبحاث الضخمة والمكلفة (كما ترى «OpenAI»)؟

خلصت دراسة إلى أن استياء المتسوقين في بريطانيا من تطبيقات الدردشة الإلكترونية وغيرها من خصائص الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكلف شركات التجزئة مليارات من الإسترليني.