تحذير عالمي من وهم إنتاجية الذكاء الاصطناعي


خلال فعاليات منتدى فورتشن العالمي، أطلقت آنا باولا أسيس، نائب الرئيس الأول رئيسة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأسواق النمو في شركة IBM، تحذيراً استراتيجياً لجميع قادة الأعمال حول العالم بأن الذكاء الاصطناعي (AI) لن يحقق كامل إمكاناته الهائلة ما لم تقم الشركات بتحويل نماذج أعمالها وعملياتها التشغيلية من الأساس.

وهم الإنتاجية
تؤكد أسيس أن مجرد تبني أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) يمثل «وهم الإنتاجية» إذا لم يرافقه تحول هيكلي في كيفية عمل المؤسسات. وتشير إلى أن التبني السريع للذكاء الاصطناعي يشهد نمواً، لكن معظم المؤسسات الكبرى لا تزال تكافح لتحقيق «عوائد ملموسة» على استثماراتها التكنولوجية.
ترى أسيس أن المشكلة لا تكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في النهج الذي تتبعه الشركات. لتحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد «تجربة» إلى «محرك للنمو»، يجب على المؤسسات اعتماد «نهج منهجي شامل على مستوى المؤسسة». وتعزو أسيس صعوبة تحقيق العوائد الملموسة إلى مشكلتين رئيسيتين تعاني منهما الشركات: «فجوات المعرفة»، حيث لا تزال المهارات اللازمة لتصميم وإدارة وتطبيق حلول الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات نادرة، «لا يمكنك أتمتة عملية سيئة وتتوقع نتيجة جيدة»، هذا هو المبدأ الذي تروج له IBM، مؤكدة ضرورة إعادة هندسة العمليات أولاً ثم تطبيق الذكاء الاصطناعي.

محدودية التكامل
لا يزال الذكاء الاصطناعي يُستخدم في «صوامع» أو أقسام منعزلة داخل المؤسسة، بدلاً من دمجه بشكل عمودي وأفقي ليصبح جزءاً من الحمض النووي التشغيلي للشركة.
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لزيادة الإنتاجية بمقدار ضئيل، بل هو «محرك الابتكار» الحقيقي. تشير أبحاث IBM إلى أن 85% من المديرين التنفيذيين يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي سيمكن ابتكار نموذج الأعمال.
لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتجه الشركات نحو الذكاء الاصطناعي الوكيل (Agentic AI) الذي لا يكتفي بأتمتة المهام، بل يتولى تنسيق العمليات بشكل مستقل وذكي، ما يحرر الموظفين للتركيز على المهام ذات القيمة الأعلى التي تتطلب الإبداع والخبرة البشرية، وأن ينتقل التركيز من «كيفية إنجاز العمل» إلى «ماذا يجب أن تفعله المؤسسة، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين مسارات جديدة لخلق القيمة».