سامسونغ تستعد لخطف الأضواء من أبل بتبكير طرح الهاتف ثلاثي الطي

تستعد سامسونغ لجذب الأضواء من منافسها الأكبر أبل، والذي أطلق سلسلة أجهزته آيفون من الجيل 17، وذلك بتبكير موعد إطلاق هاتفها الثوري القابل للطي ثلاثياً.. والذي ربما يكون منعطفاً جديداً في سوق الهواتف الذكية؟

الخطوة تهدف إلى إعادة تعريف مستقبل الهواتف الذكية وتشير إلى إمكانية طرح الجهاز في السوق الأمريكي لأول مرة، في محاولة لكسر حالة الركود التي يشهدها القطاع، ورغم أن هواوي كانت أول من طرح الجهاز ثلاثي الطي، إلا أن ذلك الجهاز ظل ممنوعاً من الأسواق الأمريكية، وإذا طرحت سامسونج جهازها، فسيكون حجراً جديداً في ماء راكد بالأسواق الأمريكية المتعطشة.

ووفقاً لـCNN الأمريكية، تسعى شركة سامسونغ بإطلاقها هاتفها الجديد القابل للطي ثلاثياً (TRI-FOLD) في الأسواق العالمية لإنعاش سوق الهواتف الذكية، الذي تحول من رمز للتقنيات المتقدمة إلى منتج أساسي في الحياة اليومية وبات يفتقر إلى الابتكارات الجذرية، وصارت أغلب الابتكارات هي في جانب الواجهات والتطبيقات، بينما أصبح التصميم جامداً وغير متجدد، ما يدفع المستخدمين للاحتفاظ بأجهزتهم لفترات طويلة، وهو الأمر الذي يكبد الشركات خسائر بعدم اكتساب أسواق جديدة.

ووفقاً لمصادر CNN المطلعة على خطط الشركة الكورية، لا تزال سامسونغ تقيّم الأسواق التي ستستقبل الجهاز عند إطلاقه المتوقع في وقت لاحق من هذا العام أو أوائل العام المقبل، وتكتسب احتمالية طرحه في الولايات المتحدة أهمية خاصة، حيث دأبت سامسونغ في الماضي على حصر إطلاق بعض منتجاتها المبتكرة أو فئاتها الاقتصادية مثل سلسلة هواتف FE في أسواق محددة ككوريا الجنوبية وأوروبا ووسط آسيا.

ويأتي هذا في وقت تحتدم فيه المنافسة في قطاع الأجهزة القابلة للطي، حيث تعد شركة هواوي الصينية لاعباً رئيسياً في هذا المجال من خلال سلسلة هواتفها المتطورة MATE X، رغم أن منتجاتها لا تباع رسمياً في الولايات المتحدة بسبب القيود التجارية.

سباق الابتكار

يأتي التوجه نحو التصاميم الجديدة في وقت تبحث فيه سامسونغ، وأبل، وغيرها من الشركات المصنعة عن أفكار مبتكرة لجذب المستهلكين خاصة في الفئة العليا.

ووفقاً للعديد من التقارير الأمريكية فأبل بطرحها لفئة آيفون إير، كانت تمهد من خلال النحافة لدخول سوق الأجهزة القابلة للطي بجهازها الأول المُنتظر بحلول عام 2026.

من جانبها، أطلقت سامسونغ في صيف 2025 الجيل السابع من هواتفها القابلة للطي (GALAXY Z FOLD 7 و Z FLIP 7)، وتواصل العمل على تطوير هواتف أنحف ضمن سلسلة GALAXY S الرئيسية للعام المقبل، وهو الطرح الذي سيكون في يناير مع فئة إس 26، والذي وفقا لبعض التقارير ربما يصاحبه إطلاق الهاتف ثلاثي الطي.

ويمثل قطبا الصناعة، سامسونغ وأبل، معاً حوالي 35% من شحنات الهواتف الذكية عالمياً، وفقاً لبيانات مؤسسة IDC، ما يجعلهما مؤشرين رئيسيين لاتجاهات السوق.

شاشة أكبر

ويُعد هاتف سامسونغ القابل للطي ثلاثياً، الذي يُطوى في موضعين ليمنح المستخدم شاشة بحجم جهاز لوحي صغير، التغيير الأكثر جذرية في تصميم هواتف الشركة منذ إطلاق أول جهاز قابل للطي عام 2019، ورغم تكتم الشركة على التفاصيل، أكد مسؤولوها أن الجدول الزمني لإطلاقه في عام 2025 ما زال قائماً.

وأوضح كانغ مينسوك، رئيس تخطيط منتجات الهواتف الذكية عالمياً لدى سامسونغ، أن نجاح سلسلة GALAXY Z FLIP وz FOLD يمثل خطوة تمهيدية نحو الجهاز الثلاثي، الذي سيقدم شاشة "أكبر بكثير مما اعتاده المستخدمون"، فعلى سبيل المقارنة، يبلغ حجم شاشة GALAXY Z FOLD 7 عند فتحها حوالي 7.6 بوصة، بأبعاد مربعة تقترب من 1:1، بينما من المتوقع أن يتجاوز الهاتف الجديد هذا الحجم بشكل ملحوظ، ويتحول إلى أبعاد 16: 9 الاعتيادية للأجهزة اللوحية.

ورفض المسؤولون الكشف عن أبعاد الشاشة بشكل دقيق، لكن درو بلاكارد، نائب الرئيس الأول لإدارة منتجات الهواتف في سامسونغ أمريكا، أكد على الهدف قائلاً: "لا نريد أن نقدم التجربة نفسها في شكل مختلف قليلاً"، قاصداً أنه عندما تطرح الشركة الكورية هاتفاً لابد أن يحمل بصمة وفكراً جديدين، وكانت سامسونغ قد استعرضت سابقاً نماذج أولية لأجهزة قابلة للطي ثلاثياً في معارض تقنية مثل CES، ومنها نموذج FLEX S الذي يُطوى للخارج والداخل على شكل حرف "S".

استراتيجية

ومن المرجح وفقاً لتقرير CNN أن يكون الهاتف الجديد باهظ الثمن في بداياته وموجهاً لفئة محدودة من المستخدمين، على غرار إطلاق الجيل الأول من GALAXY Z FOLD، لكنه قد يساعد سامسونغ على التميز في سوق مزدحم وجذب عملاء جدد، حيث أشار بلاكارد إلى أن هواتفها القابلة للطي الحالية تجذب ضعف نسبة المستخدمين القادمين من علامات تجارية أخرى مقارنة بهواتفها التقليدية.