تباطئت عجلة التطوير في الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة، حيث اعتمدت أغلب شركات التكنولوجيا العملاقة على تحسين تجربة المستخدم مع إضافة تحسينات للأشكال والتصميمات القائمة، إلا أن 2025، شهد نموا كبيرا في قطاع التكنولوجيا مع صعود نجم أدوات الذكاء الاصطناعي للتسابق الشركات الكبرى على العودة لحلبة سباق التطوير على مستوى التصميمات وأيضا على مستوى أدوات الذكاء الاصطناعي ودمجها في واجهات التشغيل.
ولكون سامسونج كانت صاحبة ابتكار الهواتف القابلة للطي منذ 7 سنوات، واللاعب الأبرز في مجال الهواتف الذكية في العموم، قرر العملاق الكوري الجنوبي النزول بثقله في 2025، على المستويين سواء في تطوير التصميم أو دمج الذكاء الاصطناعي مع واجهة التشغيل وان يو آي المبنية على أندرويد 16، لتصبح سامسونج المصنع الأول الذي يطرح الواجهة الجديدة الداعمة بشكل أكبر للأجهزة اللوحية، حتى قبل طرح جوجل نفسها للنظام الجديد على أجهزتها.
في عالم تتسارع فيه الابتكارات التقنية وتتكامل فيه قدرات الأجهزة الذكية، طرحت سامسونج هاتفها الجديد "Galaxy Z Fold7" تجربة مختلفة في كل أبعادها، تتجاوز حدود الشكل والمواصفات، وتُعيد تعريف ما يمكن أن يقدّمه الهاتف الذكي للمستخدم العصري باختلاف احتياجاته المتنامية من الهاتف الذكي، التي لم تعد مجرد تجربة تعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي أو كتابة الإيميلات، وإنما مع "Galaxy Z Fold7" اقترب الأمر من تحول الهاتف الذكي إلى ماكينة إنتاجية متعددة الأغراض.
نقلة متعددة الأبعاد
تمثل النسخة السابعة من أجهزة سامسونج القابلة للطي نقلة للشركة الكورية على مختلف الأصعدة، حيث يأتي الجهاز بأخف تصميم حتى الآن (215 غراماً)، مع شاشة رئيسية من نوع Dynamic AMOLED 2X بقياس 8 بوصات وسطوع يصل إلى 2600 شمعة، ما يجعل الرؤية واضحة حتى تحت أشعة شمس دبي المباشرة. ويعتمد على معالج Snapdragon 8 Elite for Galaxy المصمم خصيصًا بتعاون بين سامسونج وشركة سنابدراغون لمعالجة الذكاء الاصطناعي مباشرة على الجهاز، دون تأخير أو استنزاف للبطارية، مع تقليل كبير في درجة الحرارة خلال المعالجة.
التحدي الذي واجه سامسونج لتطوير "Galaxy Z Fold7"، كان معضلة تقليل الوزن والسمك، وفي الوقت نفسه ليس فقط الإبقاء على العتاد القديم، ولكن إضافة عتاد أقوى، على سبيل المثال الكاميرات، هل كان المستخدم سيقبل تقليلا أو تصغيرا لمستشعرات الكاميرا، أو حتى الإبقاء على تكنولوجيا مستشعرات قديمة في هاتف يبلغ سعره 2000 دولار، أي يتجاوز الـ7000 درهم؟
سامسونج أدركت جيداً من قياس نبض الأسواق وتجارب المستخدمين أن عدم تطوير وتحسين الكاميرات بالتوازي مع التطوير الكامل للشكل مردوده لم يكن سيلقى استحسانا لذلك سعت لتطوير كامل لعتاد التصوير في الهاتف.. فهل كانت التجربة لائقة بفئة الهاتف؟
"Galaxy Z Fold7" شهد تطويرا كبيراً في المستشعرات ومعالجة الألوان، ربما تحولاً جذرياً في تجربة التصوير والتحرير، من خلال ثلاث ميزات رئيسية:
التفاصيل تصنع الفرق
يقدم Galaxy Z Fold7 أقوى كاميرا رئيسية في تاريخ هواتف سامسونج القابلة للطي، بدقة 200 ميغابكسل وفتحة عدسةF1.7، مع دعم للتثبيت البصري والتركيز التلقائي، الأمر الذي يجعل تجربة التصوير الليلي مختلفة ومتميزة بشكل كبير. وتتيح تقنية Space Zoom تقريبًا بصريًا حتى ×3 ورقميًا حتى ×30، في حين تم تزويد الجهاز أيضًا بكاميرا فائقة العرض بدقة 12 ميغابكسل لتصوير المناظر.
ولم تقتصر تجربة التصوير على المستشعرات، ولكن البرمجة نفسها حسنت التجربة بشكل كبير، فعززت سامسونج معالجة الصور بمحرك ProVisual Engine للذي ضيف لوضوح الصور والفيديوهات عبر معالجة ذكية، فيما تمنح ميزة Night Video للمستخدم القدرة على التصوير الليلي بدقة عاليةمع تقليل من الضوضاء البصرية في الصورة من خلال فصل العناصر المتحركة عن الخلفية وتقليل التشويش، لتقديم فيديوهات واضحة حتى في أصعب ظروف الإضاءة.
عدسة تفكّر وتعدّل
إذا كانت الكاميرا أداة التقاط، فإن Photo Assist هي أداة "تحرير الواقع". تتيح هذه الميزة للمستخدم، حتى المبتدئ، تعديل الصور باحترافية تامة من خلال واجهة بسيطة ومباشرة ضمن تطبيق المعرض.
في تجربة ميدانية شخصية، التقطت مشهداً لغروب الشمس تتناثر ألوانه بين البحر والمباني. بدا المشهد مثاليًا لولا مرور أحد المارة وسط الإطار. باستخدام أداة التحديد الذكية فيPhoto Assist، قمت باختيار الشخص غير المرغوب فيه، وما لبث أن اختفى من الصورة كما لو لم يكن هناك مع دمج عناصر الصورة بشكل واقعي بالكامل دون أي تشوه بصري يُذكر.
ولعل ما يُضاعف من سهولة التجربة هو خيار (Side-by-Side Editing)، حيث يمكنك مقارنة النسخة الأصلية مع المعدّلة على شاشة Fold7 الواسعة، قبل اتخاذ قرار الحفظ.
كما أن الميزة تتكامل مع وظائف أخرى مثل Generative Edit التي تسمح بإعادة صياغة أجزاء كاملة من الصورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وSuggest Erases التي تتعرف تلقائيًا على الأشخاص المارّين في الخلفية وتقترح إزالتهم، ما يجعل التعديل ليس فقط ممكنًا، بل مقترحًا تلقائيًا، وبالتجربة كانت أدوات سامسونج أكثر دقة وتميزاً في التعرف على عناصر الصورة وعزلها أو مسحها واستكمال الصورة، عن بقية الأجهزة المزودة بأدوات الذكاء الاصطناعي، ومن الصعب دون وجود شعار التوليد بالذكاء الاصطناعي إدراك أن الصورة معدلة أو محذوف منها عناصر بالـAi.
أدوات سينمائية
وضمن مميزات التصوير التي أضافتها سامسونج ميزة Slow Motion، والتي ترتقي بفكرة "توثيق اللحظة" إلى مستوى "إخراجها بصريًا، حيث يتيح "Galaxy Z Fold7"تسجيل الفيديو بسرعة إطارات مرتفعة (High Frame Rate) تُمكِّن المستخدم من إبطاء العرض بطريقة انسيابية، دون أي تقطّع أو تشويش في الجودة. وخلال تجربة توثيق فعالية رياضية، التقطت مشهدًا لطفل يقفز في الماء - لحظة عابرة بطبيعتها، لكنها تحوّلت إلى مشهد درامي مصوّر بتفصيل مبهر: قطرات الماء تنفصل عن جسده في الهواء، تتجمّد للحظة، ثم ترتطم بسطح البحر وكأنها مشهد من إعلان سينمائي عالي الإنتاج.
الميزة لا تتطلب أي إعدادات معقّدة. بضغطة واحدة، يضبط الهاتف السرعة، يحلل الحركة، ويُعيد تشغيل المقطع بسلاسة. كما تسهّل الشاشة القابلة للطي عرض التفاصيل الدقيقة أثناء التحرير.
ولا تقتصر فوائد Slow Motion على الفعاليات أو الرياضة. يمكنك استخدامها لتوثيق لحظات يومية - من فنجان القهوة، إلى حركة أوراق الشجر، أو ارتداد كرة تنس.
استوديو متنقل
هاتف "Galaxy Z Fold7" يخاطب شريحة عريضة من المستخدمين من صُنّاع المحتوى، أو المبدعين، أو حتى من عشاق التصوير اليومي، فيعمل كإستوديو بصري متنقل. من قدرات الكاميرا الاحترافية، إلى أدوات التحرير الذكية، إلى شاشة تُعزز الإنتاجية.



