الذكاء الاصطناعي يتحكم في أحلامك ومسار أحداثها

تكنولوجيا التحكم في الأحلام تمثل ثورة في مجال الصحة النفسية، وتقدم وسيلة غير دوائية لمعالجة الضغوط النفسية، وتحقيق التوازن النفسي، وتعزيز الوعي الذاتي، وتستند إلى ما يُعرف بالوعي أثناء الحلم (Lucid Dreaming Technology) من خلال دمج علوم الأعصاب، والذكاء الاصطناعي، والتقنية الرقمية.

وتسعى البحوث والتجارب العلمية في مجال الطب النفسي إلى تمكين التحكم في محتوى الأحلام ونوعيتها وتسلسل أحداثها، لتخفيف الضغوط النفسية وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، عن أن نسبة الأشخاص الذين مارسوا التحكم في أحلامهم بشكل منتظم شهدوا انخفاضًا بنسبة 50% في أعراض الاكتئاب والقلق بعد 6 أسابيع من التدريب المستمر.

مع تزايد الدراسات والأبحاث، وتطور الأجهزة والتقنيات، من المتوقع أن تصبح هذه التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من برامج العلاج النفسي، وتسهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة لملايين الأشخاص حول العالم ومع التطور المستمر في علوم الأعصاب والذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن تتوسع تطبيقات هذه التكنولوجيا في السنوات القادمة، لتصبح أداة أساسية في علاج اضطرابات النوم، وتحسين جودة الحياة النفسية، وتقليل الاعتماد على الأدوية.

أجهزة استشعار

ومن جانب آخر تتعلق تكنولوجيا التحكم في الأحلام بالتقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تمكن الأفراد من أن يكونوا واعين أثناء أحلامهم، وأحيانًا توجيهها بشكل يحقق أهدافًا شخصية أو علاجية.

يُمكن تحقيق ذلك عبر أجهزة استشعار متقدمة لقياس النشاط الدماغي، أو تطبيقات لتحليل البيانات وتقديم تنبيهات أو ترددات صوتية تثير الوعي أثناء النوم.

وتشير الدراسات العلمية إلى أن «الوعي أثناء الحلم» يمكن أن يساعد الأفراد على التعامل مع الكوابيس، وتقليل القلق، وتحسين المزاج، وحتى التغلب على المخاوف والأفكار السلبية.

اضطراب الكوابيس

أكد تقرير صادر عن مؤسسة النوم الأمريكية يوضح أن 80% من المشاركين الذين جربوا تقنية الوعي أثناء الحلم أبلغوا عن تحسن في جودة نومهم، وانخفاض في حالات الأرق.

وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة Frontiers in Psychology أشارت إلى أن التحكم في الأحلام يمكن أن يُستخدم كأداة علاجية لمرضى اضطراب الكوابيس، حيث انخفضت لديهم معدلات الكوابيس بنسبة تصل إلى 60% بعد تطبيق تقنيات الوعي أثناء النوم.