لاستقبال لاجئي المناخ.. بنغلاديش تستثمر في مدن تقاوم ارتفاع منسوب المياه

ت + ت - الحجم الطبيعي

يهدد التغيّر المناخي في بنغلاديش حياة آلاف المواطنين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم وأراضيهم بسبب تبعاته، باحثين عن مدن أكثر أمنا واستقرار من الناحية الاقتصادية.

وتعد مدينة مونغلا الواقعة في المنطقة الجنوبية الغربية من بنغلاديش إحدى المدن التي استثمرت فيها السلطات من أجل استقبال لاجئي التغير المناخي.

وأدى الاستثمار في البنية التحتية للمدينة وخصوصا بمنطقة معالجة الصادرات التي تضم مصانع ومعامل إلى خلق فرص جديدة للاجئين القادمين من المناطق المتضررة من التغير المناخي.

منيرة خاتون البالغة من العمر 29 عامًا هي واحدة من بين آلاف اللاجئين الذين وجدوا أنفسهم وحيدين في مواجهة ظروف صعبة.

وبات هدف خاتون هو البحث عن فرصة عمل لإطعام عائلتها بعدما تخلى عنها زوجها فجأة وتوفي والدها تاركا لها ثلاثة أفراد آخرين من الأسرة لرعايتهم.

وتمكنت خاتون من الحصول على فرصة عمل في مصنع بمنطقة معالجة الصادرات التي توظف الآلاف من لاجئي المناخ في مونغلا، حيث يوجد ثاني أكبر ميناء بحري في بنغلاديش. تقول خاتون " تعد منطقة معالجة الصادرات في مونغلا مناسبة لي لأنني لا أستطيع السفر بعيدًا للعمل. كان من الصعب بالنسبة لي إعالة أسرتي إذا بقيت وحدي وعملت في مكان بعيد".

19 مليون لاجئ

يقول علماء المناخ إن بنغلاديش معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ والملايين معرضون لخطر النزوح ليصبحوا لاجئين بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر و والعواصف والأعاصير وتسرّب المياه المالحة للمياه العذبة وتآكل الأنهار.

يقول البنك الدولي في تقرير جديد إن بنغلاديش سيكون لديها أكثر من 19 مليون لاجئ داخلي بسبب المناخ بحلول عام 2050، أي ما يقرب من نصف العدد المتوقع لمنطقة جنوب آسيا بأكملها.

ويعيش الآن حوالي 150 ألف شخص في مونغلا قدم غالبيتهم من قرى بالقرب من غابة سونداربانس، أكبر غابات القرم في العالم والتي تمتد على حدود بنغلاديش والهند وتأوي نمور البنغال المهددة بالانقراض.

ويصنف علماء المناخ مثل مدينة مونغلا على أنها مدينة قادرة على التكيف مع تغير المناخ بالنسبة للاجئين.

ويقول مدير المركز الدولي لتغير المناخ والتنمية ومقره دكا سليمول هوك "وصلنا إلى فكرة ما نسميه تطوير مدن ثانوية كمدن مقاومة للمناخ وصديقة للمهاجرين وكانت مونغلا أول مدينة بدأنا فيها العمل مع عمدة مونغلا".

تتمثل الفكرة في بناء مدن تتكيف مع المناخ وتخلق فرص للمهاجرين للعيش والعمل في بيئة يقبلهم فيها السكان المضيفون.

ويقول هوك إن أكثر من اثنتي عشرة مدينة متاخمة لمراكز اقتصادية مثل الموانئ البحرية والنهرية تم تحديدها كمواقع محتملة صديقة للمهاجرين.


تعميم تجربة "مونغلا" على 20 بلدة لتطوين 10 ملايين لاجئ

يقول هوك "نقدم البدائل التي يمكن أن يقبلها المهاجرون من أجل الانتقال لمكان آخر. البديل الأول هو اقتصادي دائمًا. إذا كانت لديهم وظائف وفرص عمل، فسيذهبون إلى هناك. وحتى الآن أثبتت تجربتنا الأولية في مونغلا نجاحًا كبيرًا ونأمل أن نفعل ذلك في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد ".

ويذكر هوك إنه من خلال نهج التكيف مع المناخ في حوالي عشرين بلدة ساحلية صغيرة بما في ذلك مونغلا يمكن إعادة توطين ما لا يقل عن 10 ملايين لاجئ بسبب المناخ بدلاً من إجبارهم على الانتقال إلى الأحياء الفقيرة في المدن الكبرى مثل دكا عاصمة البلاد.

وفي السنوات الأخيرة أنفقت حكومة بنغلاديش ملايين التاكا البنغلاديشية (ما يعادل عشرات الآلاف من الدولارات) لحماية بلدة مونغلا ببنية تحتية مقاومة للمناخ وجذب الأشخاص المعرضين للخطر من القرى النائية.

ويقول مسؤولو مدينة مونغلا إنهم قاموا ببناء جسر بطول 11 كيلومترًا على طول طريق بحري بني حديثًا مصمم لوقف الفيضانات، بالإضافة إلى بوابات للتحكم في الفيضانات ونظام تصريف أفضل وخزان مياه ومحطة لمعالجة المياه.

وتضاعفت الاستثمارات ومعظمها أجنبية (الولايات المتحدة، اليابان، وكوريا الجنوبية) في مونغلا ومدن أخرى على مدى السنوات الأربع الماضية ما أدى إلى خلق وظائف جديدة في المصانع للاجئي المناخ من المنطقة.

Email