الأسرة في العشر الأواخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ها هي دخلت العشر الأواخر من شهر رمضان، أفضل الليالي وأعظمها فضلاً، فيها ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، ليلة وترية مشهودة، ومن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه، غالباً ما تزدحم فيها المساجد من المصلين، يودعون فيها الشهر المبارك وهم يطمعون برحمة ربهم وعفوه وكرمه، فهو عفوّ كريم يحب العفو سبحانه وتعالى.

وفي هذه الليالي علينا الاستغلال الأمثل، والعمل الأكمل، والمسارعة في الخيرات، مع الاهتمام والحرص على تعويد الأبناء وتعليمهم قيمة هذه الليالي، نأخذهم معنا للصلاة إن كانت سنهم تسمح بأخذهم، كما أن الزوج من الممكن أن يتناوب مع زوجته ويسمح لها بالذهاب لأداء صلاة القيام إن رغبت في الذهاب، كلاهما يشجع الآخر على الخير، ويهيئ له الظروف المناسبة.

كم هو رائع أن ترى الحرص على العبادة من جميع أفراد الأسرة، يخرج الأبناء مع والدهم إلى الصلاة، والزوجة إن استطاعت ذهبت مع بناتها إن سمحت لها الظروف، وإلا تتعبد في بيتها، ثم يلتقون مجدداً على مائدة السحور، وهذه بحد ذاتها دروس عملية مفيدة للأبناء، تكبر معهم، وتبقى ذكراها الجميلة في نفوسهم، حتى يصير الخير والعمل الصالح عادة يعتادون عليه ومنهجاً ينتهجونه في حياتهم.

ومن هنا نذكر أيضاً بأهمية أن يحرص الآباء والأمهات بعدم أخذ الأبناء الصغار الذين هم في أقل من سن التمييز للمساجد حتى لا يقع التشويش، كما هو حادث وواقع في بعض المساجد والشكاوى المتكررة من المصلين، وهذا خطأ وليس من التعاليم الصحيحة التي نزودها لأبنائنا، بل المساجد بنيت للعبادة بخشوع وطمأنينة.

* رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email