«ذم الكسل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن كان للنجاح عدو، فهو الكسل، وإن كان هناك ما يضيع الآمال ويبخّر الأحلام، فهو الكسل، كما قيل: «من دام كسله، خاب أمله»، ولذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من العجز والكسل، وقد قيل في الفرق بين العجز والكسل، أن الكسل ترك الشيء مع القدرة عليه، والعجز ترك الشيء مع عدم القدرة عليه.

وهو يشمل كسل الجسد وكسل الهمة، ومن كان ضعيفاً في همته، سيبقى في مكانه، ومن بقي في مكانه حتماً سيتراجع في حياته، وهكذا الحال في كسل الجسد والحركة، من رضي بحال النوم والانبطاح في أغلب وقته ولم يبكّر مع المبكرين ولم ينهض مع الناهضين ويتنافس مع المتنافسين، فهنا لا يمكن أن يذهب بنفسه بعيداً، فاقد الشيء لا يعطيه، ومن قصّر في عمله، قصّر في أمله.

واحدة من صور الكسل الأكثر انتشاراً، هي التسويف، وتأجيل عمل اليوم للغد، ثم الغد لبعد غد، حتى تمر الأيام والأسابيع والأشهر وما زال الحال على ما هو عليه، فكم من أمر بدأنا فيه ولم نكمله حتى مرت عليه الأشهر والسنون ! وكم من ضغوط وتزاحم الأوقات وتراكمات نفسية وقعنا فيها بسبب تأجيل الأعمال لآخر وقتها بحجة ما زال في الوقت بقية! فالعمر يمضي وما فات ليس له استرجاع، إلا أن الجميل في الأمر أن الانطلاق من جديد، ممكن، ومتوافر في أي وقت للناجحين، فإن فاتك ما فات، اعلم أنك قادر على التعويض ما دام أن الأمر ما زال يحتمل التعويض.

النفس تتأثر بما اعتادت عليه، فإن عودتها على الكسل، كسلت، وإن عودتها على النشاط، نشطت واختارت الأكمل لها والأجمل.

 

ـــ رئيس شعبة إدارة الجلسات الأسرية في محاكم دبي

Email