صدقة التطوّع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد حقق الشيخ زايد، رحمه الله، قفزة نوعية في المساعدات الإنسانية، فتحت آفاقاً جديدة أمام العالم كله ليتأسى بتجربته العامرة ونهجه المخلص في دفع مسيرة العمل الإنساني للبشرية بأسرها حتى أصبح اسمه معلماً للعطاء والحضارة الإنسانية، وقد أينعت ثمار ما زرع اليوم لتكون إنجازاته منارات ساطعة في سائر الأرجاء تشع علماً وصحة ورعاية.

ومن خلال هذه الأفعال التي عملها زايد، رحمه الله، نستطيع أن نتعلم منها صدقة التطوع، فالصدقة من سبل الخير والفلاح، والفوز برضوان الله جل جلاله في الدنيا والآخرة، وسبب من أسباب تزكيةِ النفوس، كما أن من الصدقة ما يكون من أعظم شعائر الدين، وأكبر براهين الإيمان، فعن أبي موسى الأشعري أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «والصدقة برهان»، والمعنى كما جاء عند بعض أهل العلم يُشير إلى أن بذل الصدقات والحرص عليها دليلٌ قاطع وبُرهانٌ حاسم على إيمان صاحبها ودينه ومحبته الله تعالى.

كما أن في الصدقة تنميةً وزيادةً للأموال، وتنميةً للأجر والثواب الذي يحصل عليه المتصدق عند الله، وفيها سدّ حاجات الفقراء والمحتاجين، وهي سبيل لجلب السعادة إلى نفوسهم، ورسم الابتسامة على شفاههم، وهي وسيلةٌ لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، وطريقٌ إلى انتشار الرحمة والتآخي والمودة بين الناس، كما أنها تدفع، بإذن الله تعالى، النِقم والمكاره والأسقام عن صاحبها.

إن للصدقات منافع وفوائد وفضائل ينبغي للمسلم أن يتأملها وأن يجتهد في تحصيلها ونيل أجرها وثوابها، فالصدقة سببٌ في دعاء الملائكة للإنسان أن يزيد الله تعالى في ماله، وأن يُبارك له في رزقه، فقد صح عند البُخاري عن أبي هريرة، رضي الله عنه: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً».

والصدقة سببٌ لعلاج الأمراض وحماية الأعراض، بإذن الله تعالى، فقد جاء في (المعجم الكبير) عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة».

والصدقة سترٌ للإنسان وحمايةٌ له من النار، فقد جاء عن أمّ المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال لها: «يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة».

ومن منافع الصدقة أن المتصدق يستظل في ظل صدقته يوم القيامة، لما جاء في المعجم الكبير عن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «.. و إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته».

والصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان، وتدفع عنه المضرات، بإذن الله تعالى، لما صحّ عند الإمام مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله».

وفي الصدقات شكرٌ من العبد لنعم الله تعالى عليه، فقد جاء في سُنن أبي داوود عن عبدالله بن بُريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً فعليه أن يتصدق عن كل مفصلٍ منه بصدقة».

Email