زايد .. وبناء الجيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دولة الاتحاد في عام 1971، ولكي تستمر هذه الدولة، كان لا بد أن يوفر لها مقومات الحياة، والبقاء والاستمرارية. فاهتم بالأرض والشعب والزراعة، ووفر التعليم والصحة والعدالة والمساواة والديمقراطية والنظم المتطورة والآليات السلسة في كل الميادين. وكان من أوجب الواجبات إعداد جيش قوي مسلح، ليدافع عن الوطن وليرد كيد الأعداء والطامعين من الخارج.

ومنذ اليوم الأول من الاتحاد نشر مبدأه الخالد إلى يومنا هذا وهو: «إننا دولة تسعى إلى السلام، وتحترم حق الجوار، وترعى الصديق، لكن حاجتنا إلى الجيش القوي القادر الذي يحمي البلاد تبقى قائمة ومستمرة، ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو أو قتال دولة أخرى، وإنما بهدف الدفاع عن أنفسنا».

ولقد استثمر الشيخ زايد بعض الشباب في هذا القطاع الحيوي الذي يحتاج إلى شباب أقوياء أصحاء مخلصين منتمين إلى بلدهم، وموالين لقائدهم وأرضهم.

والشباب ذكوراً وإناثاً هم الثروة الحقيقية في نظر الشيخ زايد، وقد قال: الشباب هو الثروة الحقيقية، وهو درع الأمة وسيفها، والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين.

وإننا نلحظ اهتمام الشيخ زايد بالجيش والقوات المسلحة حتى في أشعاره، ومنها هذه القصيدة:

مرحبا يا هلا حي بالشّهامة

مرحباً بالصّقور المخلصين

ضامنين الوطن صانوا احترامه

قدرهم عندنا عالي أوثمين

هم حماة الوطن يوم ازدحامه

يوم ولد الردي كابي أومهين

جمعنا كالجبل عسر الصّدامه

والنّشاما لهم علم يبين

يوم سمعوا النّدا هبّوا التحامه

زاحفين كما أسد العرين

من بلانا له الحزن اوندامه

والفلس حقّهم لو طامعين

يا نشاما لكم عزّ أو كرامه

عندنا أو عند أهلكم لاوّلين

في هذه الأبيات التي قالها الشيخ زايد يوم غزو العراق للكويت، يتجلى مقدار فرحة الشيخ زايد بإنجاز مشاركة قوة قتالية دفاعية من دولة الإمارات تهبّ لتدافع عن دولة شقيقة مجاورة، فهو يرى أن الصور البطولية ليست في بناء العمارات وجمع الأموال والقيام بالأسفار هنا وهناك، وإنما البطولة والشهامة أن تنجح في إعداد قوّة مسلحة، ومدرّبة على مواجهة جيوش الأعداء إذا تعرضت البلاد، لا سمح الله، لأي عدوان.

وفي المقابل نرى أنه، رحمه الله، وعد الجيش بالسهر على راحتهم وراحة عيالهم كما هم يسهرون على حفظ أمن البلاد، وكأنه، رحمه الله، منذ ذلك الوعد تنبأ بما ستحقق قواتنا المسلحة من الجهوزية والإعداد فيما بعد، وها هم اليوم جنباً إلى جنب مع إخوانهم في جيش المملكة العربية السعودية الشقيقة يذودون عن حياض الأمة، وفاجأوا الدول الكبرى بتدربهم المتقدم جداً.

وسماهم، رحمه الله، بالصقور؛ لأن الصقر عند عرب الخليج رمز القوة، ووصفهم بالمخلصين؛ لأنه لا شيء مثل خيانة الجنود لقيادتهم ووطنهم؛ ولن تحصل بحول الله خيانة في جيشنا طالما أنهم ينعمون في ظل قيادة رشيدة مثل قيادتنا؛ فمنهم نتعلم الأمانة ومنهم نتعلم الإخلاص والصدق والوفاء.

وقد أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قصيدته «عام زايد» إلى هذا الجيش فقال:

في واحدْ وسبعينْ بالخيرْ وَقَّعْ

علىَ عهودٍ بالرِّجولِةْ رعاها

صنَعْ وطنْ مهيوبْ مافيهْ مطمَعْ

لِهْ جيشْ يحمي حدودها مَعْ سماها

Email