العلم حياة الإنسان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الشيخ زايد رحمه الله: (العلم كالنور يضيء المستقبل وحياة الإنسان؛ لأنه ليس له نهاية ولا بد أن نحرص عليه، فالجاهل هو الذي يعتقد أنه تعلم واكتمل في علمه، أما العاقل فهو الذي لا يشبع من العلم؛ إذ إننا نمضي حياتنا كلها نتعلم).

وهذا من سعة حكمته، وكمال عقله رحمه الله، فالعلم بحر كلما شربت منه شعرت بالظمأ، وللعلم فضائل كثيرة، فمن فضائل العلم أنه إرث الأنبياء، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء.

ومن فضائل العلم أنه يبقى والمال يفنى، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمى عليه ولكن ذكره رضي الله عنه باق إلى يومنا هذا، فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه، إذ العلم يبقى والمال يفنى، فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم الذي ينفع الناس فقد ثبت في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

ومن فضائل العلم أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق والدليل قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط) (آل عمران، الآية: 18)، فهل قال: «أولو المال؟ لا بل قال» وأولو العلم قائماً بالقسط، فيكفيك فخراً يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله عزّ وجل.

إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحداً أن يغبط أحداً على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما:

1- طلب العلم والعمل به.

2- التاجر الذي جعل ماله خدمة للناس، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها».

ومن فضائل العلم ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدي، والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في الدين ونفعهُ ما بعثني اللهُ به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به».

ومن فضائل العلم، أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفى على كثير قصة الرجل من بني إسرائيل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على رجلٍ عابد فسأله هل له من توبة؟ فكأن العابد استعظم الأمر، فقال: لا، فقتله فأتم به المئة، ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لا شيء يحول بينه وبين التوبة، ثم دلّه على بلد أهله صالحون ليخرج إليها فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق.. والقصة مشهورة فانظر الفرق بين العالم والجاهل.

ومن فضائل العلم أن الله تعالى يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله عز وجلّ يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله عزَّ وجلّ والعمل بما عملوا وفي الدنيا يرفعهم الله بين عباده بحسب ما قاموا به قال الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). وهناك منافع كثيره للعلم، فيجب علينا أن نتعلم ما ينفعنا وينفع الناس حتى نقوم بما أوجبه الله علينا ونفع الناس.

Ⅶواعظ ديني في وزارة الداخلية

Email