قراءات

زايد بن سلطان من هو؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يتراءى لك أيّها القارئ مثل هذا العنوان غريباً نوعاً ما في أول وهلة، لكن عليك ألا تستغرب وتفهم جيداً أنني أريد أن أكتب لأجيال تأتي لا لأجيال مرّت، ولا حتى لبعض كبار السن ممّن عاصروا المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

نعم... زايد اليوم تحت الثرى وفي جوار ربه، والناس في داخل الإمارات وخارجها يرفعون أكف الضراعة إلى الله بأن يغفر الله لهذا الرجل طيب الذكر الذي لم يترك دولة إلا وله أثرٌ طيبٌ فيها.

وكم يتشوّق الطفل الصغير إلى معرفة هذا الرجل من كثب، وأن يقرأ عنه قراءة متعمّقة، ولا سيما عندما يسمع أنه كان يعرف بـ«بابا زايد»، وأنه هو مؤسس هذه الدولة - دولة الإمارات العربية المتحدة.

إذن فليسمح لي من عاصر زايد وعايش هذا القائد العظيم والبار بوطنه وشعبه وأمته، أن أكتب نبذة يسيرة عن حياته للجيل الحاضر والأجيال اللاحقة.

نعم... ومن المؤكد أنّ من يقرأ كتب التاريخ فكأنه عاصر تلك العهود وعايشها ولم يفته شيء، وصدق الشاعر الذي يقول:

ليس بإنســـــــــــان ولا عالـــــــــــم

                     من لم يعِ التاريخ في صدره

فمن روى أخبار من قد مضى

                 أضاف أعماراً إلى عمـــــــــره

وإنني أنصح المتقاعدين خاصة أن يقضوا فراغهم في القراءة، وقراءة شيء مفيد كالتاريخ، لأن من واظب على القراءة لم ينقطع عن ماضيه، ومما يروى أن ابن الفيلسوف الأميركي سأل أباه المتقاعد «وليم جيمس» قائلاً:

ماذا أقول للناس عندما يسألونني عن عملك يا أبتاه؟ وكان قد تقاعد..

فقال الأب: يا بني، إنني دائم السفر والتجوال، لألقى الفلاسفة والأدباء والمفكرين من كل عصر وجنس ودين، غير عابئ بحدود جغرافية ولا بفترات زمنية، إنني أصغي بواسطة الكتب للأموات القدامى، كما أصغي للأحياء الذين تفصلني عنهم مسافات شاسعة.

أجل، فزايد هو أجدر بأن نقرأ نحن عنه، وهو الذي ولد عام 1918 في مدينة العين بإمارة أبوظبي، من أب كريم هو الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان، ومن أم كريمة هي الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي.

وهو أصغر أنجال الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة الأربعة الذين هم: شخبوط وهزاع وخالد وزايد الذي نحن بصدده، وسوف نتحدث عن حياته وسيرته وأشعاره في ما بعد.

ومن الواضح أن الشيخ زايد بن سلطان كان في الرابعة من عمره عندما توفي جده الشيخ زايد بن خليفة الملقب بزايد الكبير، وذلك عام 1922.

أما عن تربيته، فمن المعلوم أنه تربّى على يد والده الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة، ونهل من ذلك المعين ما يجب أن يتعلم بالتلقي والمشاهدة، فتعلم من خلال مجلسه ومرافقته آداب المجالس، وتعرّف إلى العادات والتقاليد والتراث واكتسب المعارف من خلال مصاحبته لمن يكبرونه في السن والعلم والمعرفة، والمجالس والمساجد قديماً كانت بمثابة مدارس بل أكثر.

والشيخ زايد كأي طفل تعلّم القرآن الكريم وشيئاً من الأحاديث النبوية في وقت مبكر من عمره، وفتح عينه على أشعار العرب القدامى من أمثال المتنبي والماجدي ابن ظاهر. هذا وللحديث بقية.

Email