في كل سنة في رمضان تحدث بعض المواقف والطرائف، وتكون مختلفة عن كل سنة سابقة، بحيث تميز أحداث الشهر. فإما يظهر شخص بشكل مفاجئ ليؤدي أدواراً معينة وتتغير تصرفاته فيها عن الأيام العادية؛ فيتحول في رمضان إلى شخصية "ديناميكية" تؤدي كل الأدوار المطلوبة وغير المطلوبة، حتى يكاد يصوم بدلاً عنك! إنها شخصية رمضان المرموقة كما يلقبها ولدي.
أو بطغيان نوع معين من الطعام يصبح (طبقاً شهيراً) يُقبل عليه الجميع وكأن لا طعام غيره موجود، وغالبا ما تكون طبخة ابتُكرت بدواعي التجديد أو بدافع طارئ، فتعجب الجميع، لكن مثل هذه الاطباق ليس لها اسم، وأذكر ذات مرة أحد الأصدقاء أعجبه مذاق أحد أطباق (الطوارئ)، وأراد معرفة اسمه ومكوناته، واجهناه بالحيرة في الاسم فاطلق عليه (الطبق ده) واعتُمد كذلك.
أما اللازمات اللفظية - وما أكثرها مع الصيام- فإنها تجعل لرمضان طقساً خاصاً من الفكاهة بالتندر بقائلها واستفزازه، خصوصا إذا كان من ذوي الأعصاب الملتهبة.
أما طرائف التصرفات فهي أيضا حاضرة حين يقوم بها البعض من دون تفكير، كالتطوع بصب القهوة للحاضرين بعد الفطور، وبدلا من ذلك يسكب لنفسه ثم يجلس، وكأن لا أحد موجود سواه، فتكون غلطة الموسم، ويُعَيَّر بها صاحبها طوال الشهر وربما بعد ذلك.
أما آخر المساهمين في الأحداث ذلك الموجود في كل عام وهو الذي يستيقظ من النوم قبيل الفطور.. فيأكل ويصلي، ولكن بمجرد أن يكتمل جمع الشمل، ويدب النشاط وترتفع الأصوات وطقطقات الشوك والملاعق والأطباق ويبدأ الجميع في التهام ما لذ وطاب، تجده يغط ثانية في نوم عميق منغم، فيتحول أنفه العازف إلى وسيلة لهو بين أصابع الجميع، لإسكاته أو إيقاظه.
