دعوة صادقة إلى الله في ملكوته أن يجعل شهره هذا شهر خير علينا أجمعين، فهو شهر لكنه موسم بحجم دهر من الخيرات.

والخير في رمضان خيران.. خير نكون فيه ببركة الشهر الكريم، وخير نقوم به طلبا لمرضاة الكريم.

والخير الذي نكون فيه هو مصادر المغفرة وسبلها الكثيرة المتاحة لنا وأمامنا، وما علينا سوى معرفة كيف نحصل عليها، ومن أبسط كيفيتها أن يقول أحدنا ردا على أي استفزاز أو غضب أو حتى عتب ( إنِّي صائم ).

قال- صلى الله عليه وسلم - "الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين". وهذا لا يتحقق بالاختلاء واعتزال الحياة النهارية في رمضان، بل بممارستها على أكمل وجه، وبأداء واجبات العمل كلها، وتصريف أموره اليومية وشؤون حياته. إلا أن هناك ظاهرة ملحوظة، وهي قيام الكثيرين بأخذ إجازاتهم السنوية في رمضان متسببين في تعطيل مصالح كثير من الناس، وعذر هؤلاء المجازون أنهم لا يريدون الوقوع في محظورات الصيام من مبررات الغضب أو الشجار، ظانين بأن هذا هو الصواب، وكأنهم لا يعرفون أن تحمل صعاب العمل ومتطلباته والتعامل مع الناس بالمعروف وقت الصيام من مدعاة اكتساب الأجر في رمضان.

قد يقبل الصوم كعذر عن عدم أداء مهام العمل لسيدة لديها زوج وأطفال، فهذه حين تأخذ إجازتها السنوية في شهر رمضان، فذلك لأنها ستقوم بأعمال المنزل ورعاية عائلتها والقيام بواجباتها الاجتماعية الاستثنائية وربما المركزة، باعتبار اختلاف برامج الحياة اليومية في رمضان عن باقي الشهور.

ولكن أن يأخذ الشاب أو الفتاة إجازة فقط لأنهما لا يستطيعان العمل من دون شرب قهوة الصباح! فهذا أمر مبالغ فيه.