اعتاد الناس على التجمع والالتقاء في الأماكن المكتظة، وصار البقاء في البيت فقط للنوم وأداء الواجبات المنزلية، حتى الصغار صارت مكافأتهم الخروج من المنزل والذهاب إلى الأماكن العامة.
هذه ليست دعوه للانزواء، ولكن؛ اجتماع العائلة في البيت له ايجابيات كثيرة، أهمها التلقائية وعدم التصنع في التعامل بين أفراد الأسرة وتنمية الحوار.
وإذا كان لابد من الخروج، فلماذا لا نتزاور في البيوت؟ ونقضي أوقاتاً سعيدة خالية من الشكليات حيث يلتقي الصغار بأقرانهم، ويمتد بساط الود بين أجيال مختلفة، فهناك ذكريات الجدات وحكايات الأمهات وتجارب الشابات وشقاوة الصغار.
لماذا كل لقاءاتنا في الأماكن العامة؟! حيث لا حميمية بين جمع من الأغراب، ولا خصوصية تبين الاهتمام كإعداد فنجان قهوة أو طهي وجبة بحب، وحتى المتعة وهي المطلب الأساس من التجمع لكنها.. مفقودة، وذلك لرتابة مسار اللقاء من طلب قد يأتي على خلاف ما نريد، أو عدم رضا على ما يقدم لنا، إضافة إلى كثرة المتطفلين.
فالبقاء في البيوت والانفراد بالذات ليس دائماً حالة مَرَضية، بل في أوقات كثيرة هي دلالة صحية، لأنها تُبعدنا عن كثير من مصادر الطاقة السلبية، وتتيح لنا ممارسة العديد من الأنشطة التي يصعب القيام بها بين الناس للحاجة إلى التركيز فيها كالقراءة مثلاً.
وهناك بعض الدراسات تقول إن معظم الناجحين كانوا ينفردون ويختلون بأنفسهم.. وليس مثالاً أقوى من انفراده صلى الله عليه وسلم وخلوته قبل البعثة في غار حراء.
