أسدل الستار أمس الأحد على النسخة الـ22 من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي استضافتها قطر، خلال الفترة من 20 نوفمبر الماضي، وحتى 18 ديسمبر الجاري.

وتوج منتخب الأرجنتين بالمونديال للمرة الثالثة في تاريخه، بعد نسختي 1978 و1986، عقب فوزه 4 / 2 على منتخب فرنسا بركلات الترجيح، في المباراة النهائية للمسابقة، عقب تعادلهما 2 / 2 في الوقت الأصلي ثم 3 / 3 في الوقت الإضافي.

وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الاثنين، أن المنتخب الأرجنتيني رفع كأس العالم أخيرا بعد غياب 36 عاما على ملعب (لوسيل) المبهج، أمام 88966 متفرجا، ليكتب كلمة النهاية على بطولة ملحمية غير مسبوقة، ستظل خالدة في أذهان وقلوب محبي الساحرة المستديرة في العالم.

وشدد فيفا على أن مونديال 2022، الذي جرى للمرة الأولى في الوطن العربي، تميز بوفرة الأهداف والمفاجآت الدرامية والعروض التي غيرت الإرث القديم.

أشار فيفا إلى أن المباراة النهائية بين حاملة اللقب فرنسا والأرجنتين الملهَمة التي دعمتها كتيبة ضخمة من المؤيدين المتحمسين، كانت بمثابة مواجهة بين نجمي البطولة كيليان مبابي وليونيل ميسي.

ولعب ميسي دور البطولة في إهداء اللقب لمنتخب بلاده، بعدما ساهم بـ10 أهداف من إجمالي 15 هدفا سجلها الفريق طوال مشواره بتلك النسخة، بواقع تسجيله 7 أهداف وقيامه بثلاث تمريرات حاسمة لزملائه، ليتوج بجائزة أفضل لاعب في المسابقة عن جدارة واستحقاق، ويصبح أول لاعب ينال مرتين تلك الجائزة، التي بدأت في الظهور منذ نسخة 1982، بعدما سبق أن حصل عليها في مونديال 2014 بالبرازيل.

وأنهى منتخب الأرجنتين ثاني أكبر فترة صيام عن التتويج بكأس العالم من جديد، بعد إيطاليا التي احتاجت إلى 44 عامًا بين عامي 1938 و1982 للعودة مرة أخرى لمنصات التتويج بالمونديال.

وألقى فيفا الضوء على بعض الحقائق والأرقام من تلك النسخة "الرائعة" للمونديال.

رفع ليونيل ميسي، قائد منتخب الأرجنتين، كأس العالم لأول مرة في مسيرته الكروية بعد أن حقق رقماً قياسياً في عدد مشاركاته في مباريات المونديال (26 مباراة) طوال مسيرته في البطولة التي بدأت عام 2006، وتوج بجائزة أفضل لاعب في المسابقة المنصرمة.

أصبح كيليان مبابي، ثاني لاعب في تاريخ كأس العالم يحرز ثلاثية في المباراة النهائية، بعد الإنجليزي جيف هورست في مرمى ألمانيا الغربية بنهائي نسخة عام 1966، علما بأنه أحرز ركلة ترجيح بأعصاب من حديد، ليكون هداف البطولة برصيد 8 أهداف ويفوز بجائزة (الحذاء الذهبي)، كأفضل هداف في البطولة.

بلغت سرعة تسديدة مبابي الطائرة التي حقق فيها هدف التعادل 2 - 2 في الشوط الثاني 34ر123 كيلو متر/ساعة، لتصبح أقوى تسديدة تسجيل في البطولة.

وساهم تسجيل ستة أهداف في المباراة النهائية في جعل بطولة كأس العالم هذه الأعلى على الإطلاق من حيث عدد الأهداف المسجلة، حيث تم تسجيل ما مجموعه 172 هدفاً في البطولة، وهو ما حطم الرقم القياسي السابق البالغ 171 هدفاً والذي تم تحقيقه في عامي 1998 و2014.

رفع الحضور الكبير للمباراة النهائية المجموع التراكمي للمتفرجين في تلك النسخة بكأس العالم إلى أكثر من 4ر3 مليون متفرج، مع متوسط حضور إجمالي بنسبة 3ر96% من سعة الملاعب.

سافر أكثر من مليون زائر إلى قطر لمشاهدة المباريات من المدرجات، وكانت الدول الأولى التي جاء منها المشاهدون هي المملكة العربية السعودية والهند والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والمكسيك.

استمتع أكثر من 8ر1 مليون مشجع بالبث المباشر للألعاب والترفيه النابض بالحياة في مهرجان فيفا للمشجعين في حديقة البدع في العاصمة القطرية الدوحة.

عرّفت بطولة كأس العالم الأولى في الشرق الأوسط العالم على الثقافة المحلية وأظهرت شغف المنطقة بكرة القدم.

لأول مرة على الإطلاق، تأهلت دول من خمس قارات مختلفة لمرحلة خروج المغلوب، وأصبحت المغرب أول بلد عربي وأفريقي يصل إلى الدور قبل النهائي.

تم استلام 420 ألف طلب للتطوع في البطولة، وهو رقم قياسي، فيما تم اختيار 20 ألف من المتقدمين، من بينهم 3 آلاف متطوع دولي من 150 دولة مختلفة للمساعدة في دعم جميع جوانب البطولة.