مع بلوغه الثلاثين.. أهم المحطات في مشوار محمد صلاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يحتفل النجم الدولي المصري محمد صلاح، هداف فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، بعيد ميلاده الثلاثين، اليوم الأربعاء 15 يونيو 2022، بعد مشوار حافل مع عالم الساحرة المستديرة.

ويعد محمد صلاح، من أبرز نجوم كرة القدم في العالم خلال السنوات الأخيرة، في ظل حصده للعديد من الألقاب على المستويين الفردي والجماعي وتحطيمه للعديد من الأرقام القياسية، مما جعله (فخر العرب) بحق.

وولد محمد صلاح حامد محروس غالي، في مثل هذا اليوم عام 1992 بقرية نجريج في محافظة الغربية المصرية، حيث بدأ مسيرته الكروية من خلال نادي مقاولون طنطا (عثماثون)، قبل الانضمام لصفوف فريق المقاولون العرب.

وتقرر تصعيد صلاح للفريق الأول بالمقاولون العرب عام 2010، بعد تألقه اللافت في فرق الناشئين والشباب بالنادي، ليبدأ مسيرته مع المجد والنجومية.

وبعدما بدأ بزوغ نجومية محمد صلاح، لاسيما بعد تسجيله هدف المقاولون الوحيد في مرمى الأهلي خلال تعادل الفريقين 1 / 1 ببطولة الدوري المحلي في 25 ديسمبر عام 2010، أبدت العديد من الأندية المصرية اهتمامها بالحصول على خدماته، في مقدمتهم الزمالك والأهلي.

ومع توقف النشاط الكروي بمصر في أعقاب حادثة بورسعيد، التي راح ضحيتها 72 مشجعا للأهلي عام 2012، انتقل صلاح لصفوف بازل السويسري، ليقضي معه موسما ونصف الموسم، حقق خلاله لقب الدوري السويسري في موسم 2012 / 2013 الذي حصل فيه أيضا على جائزة أفضل لاعب في البطولة.

كما ساهم صلاح في احتفاظ بازل باللقب خلال موسم 2013 / 2014، الذي لم يستكمله، بعدما جذب انتباه جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي آنذاك، الذي طلب ضمه لصفوف الفريق اللندني، وهو ما تحقق بالفعل في يناير عام 2014.

وبعدما وجد صلاح نفسه بعيدا عن حسابات المدرب البرتغالي المثير للجدل، تقرر إعارته لفيورنتينا الإيطالي في يناير 2015، لمدة 6 أشهر، ليستعيد الكثير من بريقه بعدما سجل 9 أهداف خلال 26 مباراة مع الفريق البنفسجي بمختلف المسابقات، كان أبرزها هدفه الشهير في مرمى يوفنتوس ببطولة كأس إيطاليا، حينما تسلم الكرة من منتصف الملعب، ليراوغ أكثر من مدافع في صفوف فريق (السيدة العجوز) بمهارة فائقة، قبل أن يضع الكرة في الشباك.

وساهم تالق صلاح في انضمامه لصفوف روما على سبيل الإعارة من تشيلسي في صيف 2015، قبل أن يقوم بشرائه نهائيا ليقضي عامين مع فريق العاصمة الإيطالية، الذي حصل معه على جائزة أفضل لاعب بالنادي في موسمه الأول 2015 / 2016.

وشهد مشوار صلاح الكروي منعطفا جديدا بعد انضمامه إلى ليفربول في يونيو 2017، في صفقة قياسية بلغ إجمالي تكلفتها 42 مليون جنيه إسترليني، حيث أصبح حينها صاحب أعلى انتقال في تاريخ النادي الإنجليزي في ذلك الوقت.

وتفجرت قدرات صلاح التهديفية في موسمه الأول مع ليفربول، ليحرز 44 هدفا في 52 مباراة خاضها مع الفريق بكافة البطولات آنذاك، كان من بينها تسجيله 32 هدفا في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، ليتوج بجائزة الهداف بموسم 2017 / 2018، ويحقق رقما تاريخيا بعدما أصبح صاحب أكثر عدد من الأهداف في نسخة واحدة للبطولة مكونة من 38 أسبوعا.

ورغم عدم تتويج ليفربول بأي ألقاب في هذا الموسم، لكن صلاح استحوذ على معظم الجوائز الفردية، والتي كان من بينها فوزه بجائزة لاعب العام بإنجلترا من رابطة اللاعبين المحترفين، وكذلك جائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز من رابطة النقاد البريطانيين، بخلاف حصوله على جائزة (الحذاء الذهبي) كأفضل هداف في المسابقة العريقة.

كما شهد الموسم الأول لصلاح تأهل ليفربول لنهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه عجز عن التتويج باللقب بعد خسارته 1 / 3 أمام ريال مدريد الإسباني في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث شهد اللقاء خروجه باكيا بعد مرور نصف ساعة على انطلاق اللقاء، بعد تعرضه لإصابة عنيفة من سيرخيو راموس، قائد الفريق الملكي، في ذلك الوقت.

وفي الموسم التالي، عاد ليفربول لنهائي دوري الأبطال أوروبا، ليسجل صلاح هدف الفريق الأول خلال انتصاره 2 / صفر على توتنهام هوتسبير الإنجليزي، ليحقق لقبه الأول مع الفريق الأحمر، علما بأنه احتفظ بجائزة هداف الدوري المحلي برصيد 23 هدفا.

واستكمل صلاح مشواره الناجح مع ليفربول، بعدما توج خلال موسمه الثالث مع الفريق (2019 / 2020) بلقبي كأس السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي، وكأس العالم للأندية بالفوز على فلامنجو البرازيلي في المباراة النهائية.

وفي الموسم ذاته، كان صلاح على موعد مع التتويج بلقب الدوري الإنجليزي مع ليفربول، بعد غياب دام 30 عاما، قبل أن يعود للغياب عن الألقاب الجماعية مع فريق المدرب الألماني يورجن كلوب في موسم 2020 / 2021.

واستعاد صلاح الكثير من بريقه خلال الموسم المنصرم، الذي شهد تتويجه بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية المحترفة، اللذين غابا عن ليفربول لفترة ليست بالقصيرة، لكنه لم يتمكن من استعادة لقبي الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، ليكتفي بالحصول على المركز الثاني مع فريقه في كل منهما.

وفي الموسم المنقضي أيضا، استعاد صلاح رونقه مع ليفربول، بعدما عاد لحصد معظم الجوائز الفردية، التي بلغت 7 جوائز، حيث حصل على لقب هداف الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة، بتسجيله 23 هدفا، ليصبح أول لاعب من ليفربول يحقق هذا الإنجاز، كما نال جائزة أفضل صانع للأهداف، بعدما قدم 13 تمريرة حاسمة لزملائه في المسابقة المحلية، بخلاف فوزه بجائزة أفضل هدف في البطولة.

كما نال صلاح أيضا للمرة الثانية جائزتي أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي من رابطة النقاد، ولاعب العام بإنجلترا المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين، بالإضافة لفوزه بجائزة أفضل لاعب بليفربول خلال الموسم المنقضي، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة المحترفين بتصويت الجماهير.

وخلال 254 مباراة لعبها مع ليفربول في جميع المسابقات خلال المواسم الخمسة الماضية، أحرز صلاح 156 هدفا، و63 تمريرة حاسمة لزملائه، فيما تبلغ قيمته التسويقية حاليا 90 مليون دولار، كأعلى قيمة بين لاعبي الدوري الإنجليزي، وفقا لموقع (ترانسفير ماركت) العالمي، فيما يحتل المركز الرابع بقائمة أغلى لاعبي العالم في الوقت الراهن.

وعلى المستوى الدولي، بدأ محمد صلاح مسيرته مع منتخب مصر عام 2011، بعد أن كان اللاعب الأبرز في صفوف المنتخب الأولمبي للفراعنة.

وبعد انهيار أحلامه في الصعود لكأس العالم 2014، عقب الخسارة القاسية 3 / 7 أمام غانا في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بالدور الحاسم للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل، والتي أعقبها خسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 2017 بالجابون أمام منتخب الكاميرون، كان صلاح على موعد جديد مع المجد، عقب قيادته منتخب (الفراعنة) للصعود إلى مونديال 2018 بروسيا، بعد غاب دام 28 عاما.

وجاءت مشاركة منتخب مصر بالمونديال بما لا يشتهي صلاح، حيث خسر الفريق مبارياته الثلاث بمجموعته في البطولة، لكن لاعب ليفربول تمكن من تسجيل هدفي الفريق بالمسابقة أمام منتخبي روسيا والسعودية، ليتقاسم صدارة قائمة الهدافين التاريخيين للمنتخب المصري بكأس العالم مع اللاعب الراحل عبدالرحمن فوزي برصيد هدفين لكل منهما.

وبعد مشاركة باهتة لمنتخب الفراعنة بكأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر عام 2019 وشهدت خروجه من دور الـ16، استعاد الفريق بريقه من جديد تحت قيادة صلاح، حيث تأهل للمباراة النهائية للنسخة الأخيرة من المسابقة القارية، التي استضافتها الكاميرون مطلع العام الحالي، غير أن آماله في الفوز باللقب الغائب منذ 12 عاما تحطمت عقب الخسارة في النهائي أمام منتخب السنغال بركلات الترجيح.

وبعد مرور شهرين فقط، كان صلاح على موعد مع إحباط آخر مع منتخب مصر، عقب فشله في الصعود لنهائيات كأس العالم بقطر هذا العام، حيث كان الإخفاق قريب الشبه بنهائي كأس الأمم، حيث جاء على يد المنتخب السنغالي أيضا وكذلك بركلات الترجيح.

وأصيبت الجماهير المصرية بصدمة بعد إضاعة صلاح أول ركلة ترجيح لمنتخب بلاده، قبل أن يهدر الفريق ركلتين أخرتين ويعجز عن التأهل للمونديال القطري.

ويحتل صلاح المركز الثاني حاليا في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر، عقب تسجيله 47 هدفا في 85 مباراة، متأخرا بفارق 22 هدفا عن المهاجم المعتزل حسام حسن، الذي يتربع على الصدارة حاليا.

وبخلاف الجوائز التي توج بها خلال احترافه بأوروبا، حصل صلاح على العديد من الجوائز الأخرى، حيث اختاره الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) للتتويج بجائزة أفضل لاعب صاعد عام 2012، الذي شهد أيضا تتويجه بجائزة الفتى الذهبي من الاتحاد العربي للعبة.

وفي عام 2017، أصبح صلاح ثاني مصري يحصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي من كاف، بعد محمود الخطيب، رئيس الأهلي المصري الحالي، الذي توج بها عام 1983.

واحتفظ صلاح بالجائزة خلال عام 2018، الذي شهد أيضا حصوله على جائزة (بوشكاش) المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأفضل هدف في العالم عام 2018، بالإضافة لحصوله على المركز الثالث في ترتيب أفضل لاعبي العالم من فيفا أيضا، كما فاز النجم المصري أيضا بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعامي 2017 و2018، من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبصفة عامة، خاض صلاح 590 مباراة سواء مع منتخب مصر أو الفرق التي دافع عن ألوانها، سجل خلالها 280 هدفا، وهو يأمل بعد تخطيه سن الثلاثين لاستمرار بريقه في المستطيل الأخضر، خاصة في الموسم المقبل، الذي سيكون مفصليا في مسيرته الكروية إلى حد كبير.

وينتهي عقد صلاح مع ليفربول في يونيو من العام المقبل، في حين مازالت المفاوضات متعثرة مع إدارة النادي من أجل تجديد عقده، حيث يطلب اللاعب الحصول على راتب أسبوعي لا يقل عن 400 ألف جنيه إسترليني، وهو ضعف ما يتقاضاه حاليا مع النادي، وهو ما يرفضه مسؤولو الفريق الأحمر، الذين لايرغبون في إجراء تغيير لسقف أجور لاعبيه.

وستكون الأيام أو الأشهر المقبلة حاسمة فيما يتعلق بمصير صلاح، سواء بالبقاء داخل قلعة (آنفيلد رود)، أو الرحيل لناد آخر من أجل بدء تحد جديد معه.

كما يأمل صلاح في عامه الجديد في المنافسة على جائزة (الكرة الذهبية)، التي تمنحها مجلة (فرانس فوتبول) لأفضل لاعب في العالم، والتي دائما ما أبدى صلاح رغبته الشديدة في الفوز بها، ليصبح ثاني لاعب أفريقي يتوج بها بعد النجم الليبيري السابق جورج ويا.

Email