مركز جديد لـ«فيفا» بالمغرب يضع أفريقيا على خريطة الكرة العالمية


افتتح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مكتبه الجديد في العاصمة المغربية الرباط، ليكون بمثابة مركز أفريقي يربط القارة بمؤسسات كرة القدم العالمية.


هذا المكتب لا يقتصر دوره على الجانب الإداري فحسب، بل يعكس رؤية استراتيجية للهيئة العالمية، لتعزيز وجودها في أفريقيا، ويضع المغرب في قلب الأحداث الكروية الكبرى لسنوات مقبلة، بداية من كأس الأمم الأفريقية 2025، وصولاً إلى كأس العالم 2030.


المبنى الأنيق بواجهته البيضاء المتألقة تحت أشعة الشمس وأحرف «فيفا» البارزة ليس مجرد شعار، بل رمز لحضور الاتحاد الدولي في قلب القارة الأفريقية، فالمكتب الجديد، الواقع داخل مجمع محمد السادس لكرة القدم، يضاف إلى شبكة عالمية تشمل باريس وميامي وجاكرتا، ويعكس استراتيجية «فيفا» الرامية إلى تعزيز الروابط مع أعضائها المئتين والأحد عشر حول العالم، بما يسهل تطوير كرة القدم على المستوى الدولي، ويقوي التواصل المباشر مع المجتمعات المحلية.


المغرب سيستفيد بالطبع من هذا المكتب، لكنه ليس المستفيد الوحيد، فالاتحاد الدولي يراهن على أن يكون هذا المركز محركاً لتطوير كرة القدم في القارة الأفريقية بأكملها. المغرب هو المستفيد الأول، لكن أفريقيا سيكون لها أيضا دور مهم ضمن هذه البنية الجديدة، التي تتحكم في مسار كرة القدم الأفريقية.

طابع واقعي


وسيجمع هذا الصرح بين الإدارة التقليدية والخبرة العملية، مع توفير تسهيلات على الأرض تعكس الطابع الواقعي للعمل، وليس مجرد إجراءات إدارية، فالهيئة لم تكتفِ بتوظيف مغاربة فقط، بل استعانت بمحترفين من مختلف دول القارة، لتقديم خبرة محلية متخصصة، معتبرة أن رؤية كرة القدم تختلف من منطقة لأخرى، وأن الخبرة المحلية هي المفتاح لفهم الخصوصيات الثقافية والفنية لكل بلد.
ويعد أحد أبرز أهداف «فيفا» في المغرب تطوير كرة القدم النسائية على المستوى القاري. المملكة ستستضيف 5 نسخ متتالية من كأس العالم للسيدات لأقل من 17 عاماً، ما يعكس التزام الفيفا بتمكين النساء في كرة القدم الأفريقية، وتوسيع قاعدة المشاركة والتدريب والاحتراف.

تواصل مباشر


هذا الدور يجعل المغرب مركزاً رئيسياً للأحداث الكروية الكبرى المقبلة، ويتيح للمكتب الأفريقي التواصل المباشر مع فرق تنظيم كأس العالم 2030. وسيكون تنظيم ‏البطولة العالمية مداراً من الرباط، ما يمنح المغرب نفوذاً جديداً في عالم كرة القدم، ويعكس تحولاً في مركزية القرار من أوروبا وأمريكا إلى شمال أفريقيا.


قبل خمس سنوات من استضافة كأس العالم يبدو المغرب مستعداً على نحو جيد، وفق تقييم الفيفا. المنشآت الرياضية وغير الرياضية في مراحل متقدمة من الإنجاز، وبعضها قد افتتح بالفعل، وجميعها تلبي معايير الهيئة العالمية لأكبر حدث كرة قدم في العالم.


بهذا الشكل لم يعد المغرب مجرد بلد مستضيف بل أصبح محوراً استراتيجياً للفيفا في القارة الأفريقية، بمكاتب قادرة على إدارة العمليات الكبرى، وربط الفرق المنظمة بالخبرة العالمية، وضمان انتقال سلس للبطولات من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ.


مكتب «فيفا» في الرباط ليس مجرد مقر إداري، بل مركز عمليات متكامل، يعكس رؤية جديدة لإدارة كرة القدم في أفريقيا والعالم. المغرب اليوم ليس مجرد بلد عاشق لكرة القدم، بل شريك استراتيجي في صناعة القرارات الكبرى، من تطوير اللعبة النسائية إلى تنظيم أكبر البطولات، وصولاً إلى ربط القارة بأجندة الفيفا العالمية.