بعدما وصل قطار دوري زين الكويتي لكرة القدم إلى محطته السابعة، انقسم الشارع الرياضي الكويتي بين مؤيد لتقنية الـ«VAR»، كونها تعتبر ركيزة للعدالة الكروية، وبين معارض يرى أنها أضافت جدلاً جديداً لم يكن في الحسبان، فالتقنية تمثل خطوة متقدمة نحو تحكيم عادل وشفاف، لكنها لا تزال بحاجة إلى تطوير في البنية التحتية والتدريب والتحليل لضمان الاستفادة القصوى منها، فبين مؤيد ومعارض تبقى الحقيقة أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، بل تحتاج لمن يحسن استخدامها، مع تطور منظومة كرة القدم عالمياً.
تعزيز العدالة
دخلت تقنية حكم الفيديو إلى الملاعب الكويتية منذ سبع مواسم بداية من موسم 2019-2020 بهدف تعزيز العدالة التحكيمية والحد من الأخطاء المؤثرة، إلا أن تأثيرها كان واضحاً في العديد من المباريات خلال الموسم الكروي 2024-2025، حيث أسهمت في حسم قرارات محورية، وفي الوقت ذاته أثارت بعض الجدل بين الأندية والجماهير، فمنذ دخولها إلى الملاعب الكويتية، تغيرت معالم التحكيم وأصبح هناك قرارات حاسمة، ولحظات مصيرية، وعدسات لا تغفل شيئاً، ففي الموسم الماضي لعبت التقنية دور البطولة في أكثر من مباراة من خلال هدف يلغى، وركلة جزاء تحتسب، وأخرى تلغى.
إنصاف الفرق
شهد الموسم الماضي في الملاعب الكويتية حالات حاسمة عدة كانت لتقنية الـ «VAR» الكلمة الفصل فيها، حيث تم إلغاء هدف في الوقت القاتل لصالح نادي القادسية أمام الكويت بداعي التسلل، بعد مراجعة استغرقت أكثر من دقيقتين، واحتساب ركلة جزاء حاسمة للعربي ضد السالمية بعد مراجعة لمسة يد لم تُلاحظ من الحكم الميداني، بجانب إلغاء بطاقة حمراء على لاعب كاظمة بعد تدخل الـ«VAR» وتبين أن المخالفة لم تكن عنيفة كما بدت في البداية.
تصحيح
وفي الوقت نفسه، أسهمت التقنية في تصحيح أخطاء حاسمة، منحت فرقاً حقوقها، ومنعت قرارات ظالمة، مثل إلغاء أهداف غير شرعية أو احتساب ركلات جزاء مستحقة، وخففت من حدة الضغوط الجماهيرية ومنح الحكام فرصة ثانية لاتخاذ القرار الصحيح، وأضفت طابع الاحترافية على المسابقات، ما يرفع من مستوى الثقة بالتحكيم ويزيد من جاذبية البطولات المحلية، ولكن من أبرز الانتقادات هو تأخر الحكم في مراجعة الحالات، ما يؤثر على سير المباراة ويقلل من حماس الجمهور.
الجدل والتحديات
ورغم أهمية التقنية لم تسلم من الانتقادات، فقد أبدت بعض الأندية الكويتية استياءها من بطء اتخاذ القرار، والتأخر في عرض اللقطات داخل الملعب، إضافة إلى شعور الجماهير بأن بعض القرارات ما زالت تحتمل التأويل، حتى مع وجود الإعادة، وطالبت بعض الأندية، بضرورة توحيد معايير تطبيق الـ«VAR» من مباراة لأخرى، وتكثيف تدريب الحكام على التعامل مع المواقف الدقيقة ومنها زيادة خبرة الحكام في استخدام التقنية بمرونة وسرعة، وتحسين جودة النقل التلفزيوني للكاميرات المستخدمة في المباريات، مع تنظيم ورش عمل توعوية للجماهير حول معايير استخدام الـ «VAR».
آراء الجمهور
الجمهور بدوره انقسم بين من يرى أن التقنية تنصف الجميع، ومن يعتقد أنها لا تزال بحاجة إلى تطوير في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الكويتي لكرة القدم عزمه على تدريب المزيد من الحكام، وتحديث أنظمة المراقبة لتقليل الأخطاء خلال الموسم الجديد، وأصبح السؤال الذي يتردد بين الجماهير الكويتية هل تقنية الـ«VAR» أداة للعدالة أم مصدر جديد للجدل؟ الكرة لا تزال في ملعب التطوير... وفي انتظار موسم جديد يثبت أن التكنولوجيا تخدم اللعبة، لا تعقدها، ورغم كل الجدل تبقى تقنية الـ«VAR» خطوة مهمة في مسار تطوير كرة القدم الكويتية، شرط أن تُستخدم بعدالة ومهنية، مع مراجعة مستمرة للتحديات لضمان أن تكون التكنولوجيا داعمة للروح الرياضية، لا مصدراً جديداً للخلاف.
