عبد الرحمن المقرني.. تفانٍ في إسعاد الآخرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن عبد الرحمن محمد المقرني يعلم أن مصدر قلقه الروحي عائد لكونه مسكوناً بحب مساعدة الآخرين، بحث مطولاً عما يريح نفسه ويجلب لها الطمأنينة والسكينة، خاض تجارب في مجالات عدة، ولم تجد روحه براً للأمان إلا عندما كان يقضي سحابة نهاره في خدمة الآخرين. عندها أدرك أن قدره هو مساعدة الضعفاء، وإقالة عثرات الناس ودعمهم في تجاوز المحن.

يوم السادس عشر من شهر مارس من العام 2020 كان نقطة تحول في حياته، والذي كان أول أيامه في التطوع لمواجهة تداعيات جائحة «كوفيد 19».

ويقول المقرني: لم تكن لدي أي فكرة عن التطوع وما يعود به من نفع على الفرد والمجتمع، ولكنني تعلمت من خلاله الكثير من المهارات وغذيت روحي بسلوكيات استفدت منها وأفدت الغير، فقد تعلمت الصبر والحلم وحب العطاء، كون العطاء هنا بلا مقابل، وهو ما يشكل متعة لصاحبه لا يعرفها سوى من عاش تفاصيل التطوع واختبر معنى التلاحم والإنسانية لأنه من وإلى المجتمع.

وأضاف: عمل الخير دائرة يجب أن تستمر وتغرس في نفوس الأجيال، وهي من صلب ديننا الإسلامي، الذي لم يشرع شعيرة إلا لحكمة، فالتطوع هو أن تقدم خدمة للمجتمع بلا مقابل ففيه جهاد للنفس وهو تزكية وتربية للنفس البشرية وحب الخير لهم. وأكد أن العمل التطوعي ضمان لسير عجلة الحياة في كل المجالات سواء أكان العمل صغيراً أم كبيراً.

وأشار المقرني إلى أنه وخلال فترة تطوعه الأولى والتي استمرت عاماً ونصف العام لم ير في أي يوم متطوعاً متذمراً من العمل الذي يقدمه، بل على العكس فقد كان جميع زملائه في قمة سعادتهم وطاقتهم إيجابية.

وأضاف: إنه كان هناك اهتمام ودعم كبير من القيادة الرشيدة في هذا المجال وحرصهم على فتح باب التطوع في مجالات وفعاليات عدة مثل مواجهة «كوفيد 19» واستضافة الدولة للحدث العالمي إكسبو 2020 دبي، وسباقات الفورمولا والخيول والمعارض التي تقام بين حين وآخر.ولفت إلى أن المجتمع الإماراتي يعي أهمية التطوع فتجد أفراده يتسابقون على تسجيل أسمائهم ضمن قوافل المتطوعين لإدراكهم مدى الفائدة التي تعود عليهم وعلى مجتمعهم.

وختم حديثه بالقول: أحث إخواني وأخواتي ممن لم يسبق لهم التطوع على المبادرة لاختبار هذا العمل الإنساني، فبالإضافة إلى الأجر المضاعف، فهو خدمة للوطن وتكريس للقيم الإنسانية، وأتقدم بالشكر الجزيل لحكومة دولتنا والقائمين على الأعمال التطوعية لإتاحتهم الفرصة لي وتذليل الصعاب أمام المتطوعين.

Email