عيسى مثنى.. مساهمة فاعلة في توزيع الوجبات خلال «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرر أن يفني نفسه في أداء واجبه من دون كلل أو ملل ولا سعي إلى جائزة، فقط يؤدي واجبه في صمت بعيداً عن الأضواء، يشعر براحة وسعادة حينما يقدم للناس مساعدة، ويترك بصمة استثنائية في العمل الإنساني.

هذا هو عيسى عبدالله مثنى موظف المشتريات وعضو الفريق الميداني في جمعية بيت الخير لتوزيع الوجبات والمواد الغذائية، يعمل مع فريقه كأسرة واحدة، ويشعر بقمة السعادة وهو يدخل السرور والفرحة على نفوس المحتاجين، تلك الفرحة التي تحفزه على بذل المزيد من الجهد والتفاني في عمله، وتقديم الخير من دون انتظار لتكريم.

شارك مثنى في توزيع 3.2 ملايين وجبة في أقل من 4 أشهر خلال جائحة كورونا من عام 2020، وذلك ضمن مبادرة حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم.

كما شارك في توزيع أكثر من 874200 وجبة بقيمة تجاوزت 8.5 ملايين درهم خلال العام الماضي 2022، وكان أيضاً ضمن فريق مشروع توزيع الوجبات الذي ساهم في دخول مؤسسته «جمعية بيت الخير» في موسوعة جينيس للأرقام العالمية.

قد يعتقد البعض أن عمل عيسى وغيره من الأبطال المجهولين، تحصيل حاصل إلا أنهم أناس لا تكتمل فرحتنا إلا بهم، ولا حياتنا إلا بإخلاصهم، أجنحة حبهم وتفانيهم، ترفرف من فوقنا، أرواحهم الشفافة تحيط بنا، ضحكاتهم غير المسموعة تملأ وعاء المرح حد الفيضان في نفوسنا، وبرغم كل ذلك لا يهمهم سواء عرفوا أم لم يعرفوا، ذكروا أم لم يذكروا، أنهم يصنعون الحياة بطريقتهم الخاصة، إنهم شموع تتقد وتبقى موقدة لينيروا دروب غيرهم.

تحديات

خاطر بحياته وكابد من أجل توزيع الوجبات خلال جائحة كورونا التي تعتبر من أكبر التحديات التي واجهت العمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وكان يدخل لأماكن محظورة ليوصل المواد الغذائية للعمال في أماكن سكنهم، ولم يرجح كفة سلامته الشخصية وسلامة أحبابه، ولم يبالِ إلا بإسعاد الآخرين وتأمين احتياجاتهم.

الأبطال الحقيقيون في عالمنا مثل عيسى وغيره يستحقون منا الكثير من الإعجاب والاحتفاء بهم، فهم أبطال يتميزون بأخلاق عالية يختارون مد يد المساعدة في أقسى الظروف، ويظهرون قدرات خارقة على المثابرة على الرغم من التحديات والصعاب، ويؤمنون بأن العمل الإنساني هو لغة مشتركة للتراحم بين البشر لا تعرف عرقاً أو ديناً أو هوية، إنه العمل المسؤول وهو الواجب الأخلاقي الذي يجب القيام به، وهو ليس امتيازاً أو ترفاً.

Email