ناتاليا ميزينتسيفا: التسامح جوهر الديانات الإبراهيمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

زارت ناتاليا ميزينتسيفا، رئيسة جمعية القديس فونيفاتيا في روسيا، أهم الأماكن الدينية في العالم، وتجولت مطولاً في القدس والناصرة وبيت لحم، ودار حديث شيّق ومؤثر بينها وبين مواطن فلسطيني يعمل في كنيسة القيامة، عن التسامح والأخوة بين أتباع الديانات الإبراهيمية، والتعاليم العشر لسيدنا موسى عليه السلام.

قالت ناتاليا ميزينتسيفا، رئيسة جمعية القديس فونيفاتيا في روسيا، إن الأخوة بين أتباع الديانات الإبراهيمية ليست ظاهرة ترفيه أو بداعي تلاقي المصالح التي قد تكون مؤقتة بين البشر، بل مبدأ مترسخ في الكتب السماوية، التي تؤكد مبدأ التعايش بين جميع الناس، بصرف النظر عن أديانهم والمعتقدات ولون بشرتهم.

وأضافت في حديث لـ«البيان» أنه بحكم عملها كرئيسة لجمعية خيرية مسيحية، فإنها قامت بزيارات إلى عدد كبير من دول العالم، فضلاً عن المدن والمقاطعات الروسية، وغالباً ما توجه إليها أسئلة حول ما يوحد أتباع الديانات المختلفة، ما يعكس زيادة الاهتمام لدى الناس بمفاهيم الأخوة والتسامح.

مواقف مؤثرة

وتابعت أنها كثيراً ما تزور الأماكن المقدسة، لا سيما في القدس والناصرة وبيت لحم وغيرها، بحكم عملها كذلك في مجال السياحة الدينية، مستعرضة مواقف إنسانية مختلفة تعرضت لها، وتعكس تأصل القيم الدينية ومنهجية التسامح بين أتباع الديانات المختلفة، والمبنية على التعاليم الدينية، ونبذ مظاهر الغلو والكراهية.

وفي هذا السياق، كشفت عن حديث لها مع وجيه نسيبة، المواطن الفلسطيني المسؤول عن فتح وإغلاق كنيسة القيامة، بقولها إنها وجهت السؤال نفسه إليه.

وهو الذي يحمي كنيستها المقدسة لكل المسيحيين في العالم، والذي أجاب بدوره بكلام قالت إنه أثر فيها وأشعرها بالسعادة في الوقت نفسه، بأنه «لا يوجد يا ناتاليا شيء نختلف على قسمته خصوصاً نحن المسلمين واليهود والمسيحيين، كما تطالب بذلك الكتب والشرائع السماوية، وأن التعاليم العشر للنبي موسى عليه السلام لم تلغيها أية ديانة».

وختمت حديثها بـ «أننا بهذا المعنى جميعاً أخوة وأخوات، لأن واحدة من أهم الوصايا هي محبة الله ومحبة الأقربين، ومن هم الأقربون؟.. إنهم من يحملون المحبة والسلام في قلوبهم».

وتترأس ميزينتسيفا واحدة من أهم المؤسسات الخيرية في روسيا، وتعتبر ناشطة بارزة في الأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية. ومن أبرز نشاطات المؤسسة التي تديرها، تفعيل دور الكنيسة في محاربة المخدرات. وقامت بالمشاركة في مؤتمرات دولية في موسكو وبيت لحم وبروكسل وغيرها، لترسيخ التجربة الدولية في مكافحة المخدرات وتكييفها مع الظروف الروسية.

كما تنشط مؤسسة القديس فونيفاتي جنباً إلى جنب مع دائرة السجون الفيدرالية في بناء أماكن للعبادة في السجون، وإعادة تأهيل السجناء بعد إطلاق سراحهم، وتنظيم مسابقات للمقالات والرسومات بين السجناء، والعمل مع المؤسسات التعليمية في إطار الوقاية من إدمان المخدرات بين الأطفال والمراهقين، وتوزيع الأدبيات الأخلاقية في المكتبات المدرسية، ودروس في الشجاعة بمشاركة محاربين قدامى في أفغانستان والشيشان.

 

Email