مفتي بيت لحم: قيم التعايش متجذرة في الإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالنسبة لمفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبدالمجيد العمارنة فإن التعايش ليس نظرية اجتماعية حديثة إنما هو أسلوب حياة متجذر في حياة المسلمين، وتزخر به تعاليم الإسلام كما بقية الأديان. وقد ضرب الرسول الكريم مثلاً في إعلاء قيم التسامح في عدد من الحوادث التي سجلها لنا التاريخ وسيرته العطرة.

يجسد سماحة الشيخ عبدالمجيد العمارنة، حالة فريدة في غرس قيم التسامح والتعايش الديني في مدينة بيت لحم الفلسطينية، التي يقطنها مسلمون ومسيحيون، ليغرس في نفوس الأجيال، قيماً سامية وأصيلة، مؤمناً بشعار قوامه «كلنا أبناء بلد واحد»، على هدي الأديان السماوية كافة، والتي تعكس الصورة الحقيقية للانفتاح على التعايش، ومناهضة كل الاجتهادات المغلوطة التي أخذت تبتعد عن هذه المفاهيم.

وقال العمارنة، وهو مفتي محافظة بيت لحم، في حديث لـ«البيان»: إن التسامح بالنسبة للمسلمين في فلسطين، هو أسلوب حياة، يعيشه المسلمون والمسيحيون بشكل جميل، وهذا بالنسبة لنا ليس من قبيل المجاملة، وإنما ينبع من عقيدة إسلامية راسخة، وهو امتثال لأمر الله عز وجل، في كتابه العزيز: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله».

ويضرب الشيخ العمارنة، مثالاً على التسامح، بحادثة النبي محمـد صلى الله عليه وسلّم، عندما حضر إلى العقبة، وعند لقائه البطريرك المسيحي يوحنا، فرش له رداءه، إكراماً وعرفاناً له. وأضاف: عندما جاء خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى القدس، صلّى خارج الكنيسة، ليقام إلى جانبها مسجد للمسلمين، وهكذا أصبحت المساجد والكنائس متجاورة في العديد من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية التي يقطنها مسلمون ومسيحيون، ما أوحى للفلسطينيين بوجه عام، لعيش حياة المحبة والتسامح بين مختلف الأديان.

ويقدم الشيخ العمارنة عدّة برامج دينية في العديد من محطات الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، كما شارك في إنتاج فيلم عن التعايش الديني بالتعاون مع وزارة السياحة في بيت لحم ونال المركز الأول على العالم، وحصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة القدس 2013.

 

Email