الفريج قائمة تفيض بأسرار المطبخ العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطل حلقة «وين بنسير اليوم؟» علينا من «دانة الدنيا»، وتأخذنا عبر مشاهدها بين طرقات حدائق دبي العامة، والتي ترتدي من خلالها المدينة ثوبها الأخضر اليانع، في رحلتنا نمر على مطعم «الفريج»، الذي يقدم قائمة طويلة من الأطباق، وفي الطريق نمر على حلويات الصفار، المعروفة بصناعتها لحلوى السودا، التي تتربع على المائدة الرمضانية كما الملكة.

ترفل حدائق دبي بالألوان، تتزين بالماء والخضرة، فأينما تولي وجهك فيها تجد راحة النفس، لكل واحدة منها تصميمها وطابعها الخاص، بعضها صمم ليكون مناسباً للأحياء، وأخرى اتسعت رقعتها فزاد من جمالها، ولكل واحدة منها زوارها، فهناك المضيئة منها، وهناك من تتزين بالزهور على اختلاف ألوانها، وهناك من صممت لتكون موئلاً مزاراً دائماً، يقصدها الجميع على اختلاف ألسنتهم ومنابتهم، البعض يقصدها للرياضة، وآخرون لقضاء وقت ممتع، بينما البعض الآخر يجدون فيها مكاناً يشدون فيه وشائح المحبة والصداقة في ما بينهم.

حديقة مشرف

تاريخ الحدائق في دبي عريق، فهو يعود إلى عام 1974، عندما تم إنشاء حديقة مشرف، والتي تعد الأولى على مستوى «دانة الدنيا»، ومن بعد 1974 أخذت شبكة الحدائق بالتزايد، واتسعت معها الرقعة الخضراء في دبي، التي أصبحت تضم الآن أكثر من 5 حدائق عامة كبيرة، وأكثر من 13 حديقة سكنية، حيث تغطي أكثر من 8% من أراضي دبي، الأمر الذي مكنها من ارتداء ثوبها الأخضر اليانع.

في طرقات حدائق دبي الترابية منها والمرصوفة، تجد كل شريحة من المجتمع ما تتطلع إليه، وفيها تستعيد ذكريات الطفولة، من خلال مجموعة الألعاب الموزعة في الأرجاء، والتي تشكل مصدر سعادة للأطفال، معظم الألعاب فيها تكاد تكون تقليدية، لم تسرِ في عروقها «إشارات الرقمنة»، فظلت قريبة جداً من قلوب الكبار أيضاً، من بينها «المرجيحة» أو كما يطلق عليها باللهجة المحلية «المريحانة»، والتي ما إن تركب عليها حتى تطلق العنان لجسدك ليتأرجح في الهواء، وكأنك طائر يهيم في السماء.

مطعم الفريج

إحدى تلك الحدائق تقع في منطقة الطوار، حيث يقع أيضاً مطعم الفريج، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1987، حيث تزخر قائمته بما لذ وطاب، تجعل منه وجهة محببة للصائم، والذي يجد فيه مأكولات طبخت على نار هادئة، وسقيت بماء صافية، المضاف إليها بعضاً من بهارات المحبة والإخلاص، فأضحت أطباقاً شهية، يرغب بها الجميع.

قائمة مطعم الفريج تبدو ممتدة، والتي تتراوح بين السلطات والشوربات والأطباق الرئيسية، اخترنا من بينها طبق البامية مع اللحم، والذي يعد مشهوراً في الإمارات والمنطقة العربية، يحضر بكل فخامته على المائدة الرمضانية، وعادة ما يقدم إلى جانب الأرز. لكل مطبخ عربي أسراره الخاصة في إعداد طبق البامية، البعض يعدها من الورقيات، بينما البعض الآخر يعدها من دون ذلك، أما في الإمارات فعادة يضاف إليها صلصلة البندورة، التي تكسبها طعماً لذيذاً.

في رمضان، وبعد صلاة التراويح تتربع على العرش أصناف الحلويات، حيث يختار كل واحد ما يحلو له، واختيارنا لهذا اليوم كان من حلويات الصفار، الموجود في الدولة منذ عام 1970، من قائمته الطويلة اخترنا «الحلوى السودا»، والتي تصنع من السكر والنشا والزيت وماء الورد أو الزعفران والمكسرات بمختلف أنواعها، ما يجعلها ملكة على المائدة الرمضانية.

Email