c

روبوتات و«هولوجرام تفاعلي» تقود سباق التوعية المستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عززت دولة الإمارات مفاهيم الاستدامة لتجعل منها ثقافة مجتمعية تحظى بدعم القيادة الرشيدة، لا سيما مع تمديد مبادرة «عام الاستدامة» لتشمل عام 2024، بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي 2023، وتتوافق هذه المفاهيم مع روح وجوهر الشهر الفضيل الذي يدعو إلى تجنب الإسراف، كما أكدته مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، التي عززت أسس الاقتصاد في استثمار الموارد والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

هل تخيلت يوماً ما أن تنافس الروبوتات وتقنية «هولوجرام» المؤثرين في وسائط التواصل الاجتماعي، بخلق محتوى بنّاء وفريد من نوعه؟

هكذا ترسم أبوظبي صورة مختلفة عن مستقبل التوعية البيئية المستدامة، بخلق فاعلين جدد في هذا الحراك البيئي، إذ ركز المحور الخاص بالتعليم والتوعية البيئية الأكثر تأثيراً ضمن الرؤية المئوية البيئية 2071 التي أطلقتها هيئة البيئة بأبوظبي وبالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، على الجهود المستدامة للإمارة في تدشين منظومة توعية تعليمية ترتكز على التكنولوجيا المتقدمة والبرامج غير التقليدية لدعم التعليم مدى الحياة، وبناء القدرات متعددة المهارات، وتنمية الرقابة البيئية لدى الأفراد والمؤسسات.

ويقوم المحور الخاص بالتوعية البيئية على تعزيز مهارات الإعلاميين وخلق مؤثرين بيئيين قادرين على إدارة ابتكار محتوى إعلامي قوي ومتنوع، فضلاً عن إنشاء رابطة خبراء ونشطاء بيئيين يستفيدون من المنصات الاجتماعية والعلمية الحقيقية أو الافتراضية كافة لترك بصمة توعية نزيهة، ويرسم المحور نهجاً مغايراً ستعمل وفقه الروبوتات البيئية في الأماكن والبيئات الطبيعية التي يرتادها العامة لتتفاعل مع المجتمع وتنشر التوعية والإحصاءات والتحذيرات وتقدم الدعم والإرشاد، كما تستند الرؤية المئوية البيئية 2071 إلى ابتكار منصات بيئية مجتمعية في الأحياء السكنية، لتطرح برامج وحملات توعية مستمرة مبتكرة وعميقة وتفاعلية وتشاركية مع مختلف الفئات العمرية هدفها نشر الوعي في المجالات المختلفة كالقوانين والبرامج والإحصاءات والتحديات والإرشادات البيئية التي تستهدف جميع أفراد المجتمع بصورة مبسطة وذكية.

رقابة

ولأن التضافر المجتمعي وتد عتيد يشد أزر الجهود الوطنية، فالرقابة الذاتية تعد محوراً مهماً في رسم أبعاد توعية هادفة على المدى الطويل، فيركز محور التعليم والتوعية البيئية، على تعزيز الرقابة الذاتية وتنمية المسؤولية لدى الجميع ليصبح كل فرد رقيباً وتصبح كل مؤسسة رائدة في الحفاظ على البيئة، عبر بناء روابط عميقة وهادفة مع الأفراد والمؤسسات، وتكثيف إشراكهم والتركيز على المبادرات التحويلية لتحفيز المجتمع وتنميته وتوجيهه في ظل الاختلافات العديدة والتغيرات السريعة.

وكون البنية التحتية العلمية أساساً محورياً داعماً، فقد رسمت هيئة البيئة بالتعاون مع شركائها رؤية مستقبلية استثنائية مبنية على ضمان استعداد خريجي المدارس المهنية والجامعات لدخول سوق العمل بمهارات متعددة تدمج مجالاتهم في الاستدامة البيئية بحسب المجال التخصصي «كالاستدامة البيئية في الهندسة الطبية أو في ريادة الأعمال أو في الإدارة أو الذكاء الاصطناعي» وغيرها، عبر الشراكات العالمية مع القطاعين الأكاديمي والخاص، فضلاً عن إدخال التعليم البيئي مدى الحياة المناهج الدراسية من مرحلة الطفولة، وصولاً إلى برامج التطوير المهني والاحترافي البيئي.

Email