«السلق» شغف الموروث

ت + ت - الحجم الطبيعي

سباقات كلاب السلق واحدة من أجمل الرياضات التراثية التي انتشرت سباقاتها بصورة ملحوظة في الفترة الماضية بفضل الدعم الكبير والجهود المبذولة من قبل الدولة لإحياء الموروث العريق والمحافظة عليه، ونشره بين مختلف الأجيال والشباب.

وشهدت هذه الرياضة تطوراً كبيراً على مدى السنوات الماضية، حيث كانت تستخدم في الصيد والحراسة في الماضي، لكنها تحولت في الوقت الراهن إلى هواية استلهمت الشباب ودفعتهم إلى الاهتمام والعناية بها من أجل المشاركة في العديد من السباقات والبطولات التي تقام في مختلف ميادين الدولة.

وتشهد سباقات السلق إقبالاً واسعاً من أبناء الإمارات الذين يحرصون على المشاركة في العديد من البطولات على الصعيدين المحلي والخليجي.

ويعتبر مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث من أبرز الداعمين لهذه الرياضة، حيث ينظم سنوياً ضمن بطولات فزاع التراثية نهائيات بطولة السلق في فئتي المحترفين والهواة للذكور والإناث لمسافات مختلفة، حيث تحظى هذه البطولة بإقبال كبير من محبي هذا اللون من التراث من داخل الدولة ومن مختلف دول الخليج، ونجحت البطولة في نسختها الأخيرة الـ 15 في تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها صقل مواهب الشباب وتحفيزهم على مواصلة تبني هذا الموروث الشعبي من الآباء والأجداد، كما أن المنافسات تقام وفقاً لأعلى المعايير في إجراءات إقامة الأشواط من خلال وجود طاقم متخصص في رصد التوقيت الزمني بدقة عالية.

مكانة خاصة

واحتلت رياضة «السلق» مكانة خاصة في قلوب العديد من الشباب الصغار، ومن بينهم مهير عبدالله بن دلموك الكتبي، الذي رافقته «البيان» في مدينة الذيد، في جولة للتعرف على سر تعلقه بهذه الرياضة، حيث قال إنه تأثر بتمسك والده بالرياضات التراثية بصورة عامة، وبسباقات السلق بصفة خاصة، ويحرص على مرافقة والده كثيراً إلى البطولات لكسب مزيد من الخبرة، إلى جانب وجوده في التدريبات الخاصة بتأهيل الكلاب للمنافسات الرسمية التي تقام داخل الدولة وخارجها.

ويحرص مهير على زيارة مجموعة من كلاب «السلق» في عزبة والده يومياً، للعناية بها والاطمئنان عليها، خاصة قبل انطلاق المنافسات الكبرى التي تتطلب الوقوف على أدق التفاصيل الخاصة بصحة الكلاب، كما قاده الشغف في هذه الرياضة إلى تعلم طريقة الصيد في الماضي بواسطة كلاب «السلق».

جهود ذاتية

ويحرص العديد من الشباب المواطنين على تنظيم السباقات بمجهودات ذاتية، خاصة في بداية الموسم، وذلك تلبية لرغبة هواة ومحبي هذه الرياضة، التي مارسها الأجداد قديماً، إلى جانب تعزيز تحضيرات الملاك للموسم الجديد، الحافل بالبطولات الكبيرة، ويتم رصد مجموعة من الجوائز العينية والنقدية، التي يطلق عليها محلياً «الشارة»، يحصل عليها الفائزون بعد ختام السباق.

وتبدأ سباقات المسافات القصيرة من 1000 متر، وقد تصل إلى 2500 متر في نهائيات البطولات الرسمية التي تشهد إقبالاً كبيراً من قبل جمهور ومحبي هذه الرياضة.

 

Email