نجوم الغانم.. الصورة الشاعرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في لوحاتها ترى روعة الفكرة، وفي أفلامها تتلمس تاريخاً وجمالاً وواقعاً مختلفاً. أما في شعرها فتقرأ تعابير الوجدان والقلم، إنها الشاعرة والمخرجة والفنانة نجوم الغانم، التي تحولت إلى واحدة من قامات المشهد الثقافي الإماراتي وإحدى أعمدة السينما فيه، فلا حضور لافت للسينما الوثائقية على الأرض من دون نجوم، التي لا يمكن للملل أن يعرف طريقه إليك وأنت تطرق أبواب الحديث معها.

تجربة نجوم ثرية في تعابيرها، وهي التي اعتادت السير في دروب الكتابة من دون أن تختل حروفها، لتحاول من خلال ذلك مواجهة تحديات بياض الورق ليغدو ذلك لاحقاً عملاً فنياً قادراً على التعبير عن ما يدور في خلدها، أو «صورة شعرية» تتكامل عناصرها في كوادر المشاهد السينمائية، فهي بحسب ما دأبت على ترديده «دائمة الانحياز للصورة الشعرية في المتن اللغوي»، حيث يأتي ذلك إيماناً منها بأن ذلك «يذهب بخيالاتنا نحو آفاق غير محدودة»، تلك الخيالات التي نجحت نجوم في التعبير عنها من خلال مجموعة أعمالها السينمائية الوثائقية، التي يناهز عددها الـ20 عملاً، لكل واحد منها نكهته، وحكايته وشخوصه، وأماكنه.

أعمال متنوعة

على الثلج والماء والرمل، تركت نجوم الغانم حروف كلمات شعرها، وفي ذاكرة الناس ومهرجانات السينما تركت مجموعة أفلامها الوثائقية، من بينها «المريد» و«ما بين ضفتين»، ذلك الذي أطلت به على 1997، حيث كانت انطلاقتها الأولى في دروب الفن السابع، وكان أول عمل لها تشارك به باسم الإمارات في مهرجان «ياماغاتا» السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية في اليابان، وأصبحت أفلامها بعد ذلك تشارك في المهرجانات السينمائية الدولية والإقليمية، بالإضافة للمهرجانات المحلية، وقد فازت معظم أفلامها بجوائز إقليمية ودولية.

شعلة نجوم، التي ولدت على أرض دبي في العام 1962، لم تخفت أبداً، فما تكاد تغيب عن الساحة، حتى تعود إليها محملة بعمل فني رائع، وهو ما جعل سيرتها محفوفة بالجوائز التي اقتنصتها عن مجموعة أفلامها الوثائقية الطويلة، ونظيرتها الروائية القصيرة والمتوسطة.

مدربة محترفة

لم تكتفِ نجوم بكتابة الشعر والرسم والإخراج، وإنما تحولت إلى مدربة محترفة في صناعة الأفلام والكتابة الإبداعية، ونشطة في الوسط السينمائي والتشكيلي والشعري. تُرجمت قصائدها إلى عدة لغات، منها الإسبانية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والمقدونية واليونانية والأوردو، وغيرها.

في العام 1999 حصلت نجوم على درجة ماجستير في الإنتاج السينمائي من جامعة غريفيث في أستراليا، ومن قبل حصلت على شهادة البكالوريوس في إنتاج الفيديو من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة في عام 1996. أما بدايتها في الفنون التشكيلية فهي تعود إلى فترة المرحلة الثانوية، حيث شهدت بداية بروز الموهبة لديها. ولكن في منتصف الثمانينيات وبعد لقائها بالفنان الراحل حسن شريف، بدأت نجوم في إنتاج بعض اللوحات والأعمال النحتية في مرسم المريجة بالشارقة، حيث سنحت لها الفرصة لتقديمها للجمهور للمرة الأولى. وفي يناير 1985 شاركت نجوم في تأسيس جماعة «أقواس» مع كل من الفنان حسن شريف والقاص السوداني الراحل يوسف خليل والشاعر والباحث والمترجم خالد البدور.

شاعرة ومخرجة

جعبة نجوم لا تزال مليئة بالشغف، وهي التي اختيرت في 2019 فنانة ومخرجة سينمائية وشاعرة لتمثيل بلدها في جناح دولة الإمارات في بينالي البندقية بإيطاليا. وكان «عبور» هو عنوان الفيلم الذي أنتجته للجناح، بالإضافة إلى الفضاء الذي صُمم خصيصاً له بإدارة وتصميم وإشراف كل من القيمين سام بردويل وتيل فيلراث، في حين أقامت نجوم خلال العام الماضي معرضاً فردياً بعنوان «ملامح» في مركز مرايا للفنون في الشارقة. وكان المعرض من تصميم القيّمة الدكتورة نينا هيدمان. وضم المعرض أعمالاً فنية تُعرض للمرة الأولى، وشملت اللوحات والمنحوتات الخزفية والأعمال التركيبية وفن الفيديو.

Email