عارف الخاجة وتر يعزف في روض

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمات قصائده تعرف طريقها جيداً إلى القلب، تقع في «هواها»، بمجرد أن تقع على وتر الأذن، يرددها لسانك عشقاً، وقد أعجب بجمالها، تعود أن يسمي دبي «دانة الدنيا».

وكلما لاح مشهد من «إليكم مع التحية»، تطل صورته معه. إنه الشاعر الإماراتي عارف الخاجة، الذي ملأ صوته الفضاء، وحلقت قصائده من حناجر المغنين، ومعهم صناع الجملة اللحنية. وتمتلئ جعبته بعديد الأوبريتات الوطنية، وهو الذي تعود وصف نفسه بـ«إنسان بسيط محترم»، يعشق الأرض وشيخه والعلَمْ، ولم يتعود أن «يشكو أي أمر».

وأنت «تسير في روض» عارف الخاجة لا بد أن «يتفتح ورد الحب»، ستشعر بجمال اللغة وبذاختها، فرحلة الشاعر المولود على أرض «حبيبته» دبي في 1959، إبداعية بامتياز، مليئة ببحور الشعر والدواوين، وهو الحاصل على ليسانس اللغة العربية والإعلام من جامعة الأزهر، ليمضي من بعد الجامعة في دروب الإعلام وصاحبة الجلالة، وكانت بدايته مع تلفزيون دبي.

حيث اشتغل فيه آنذاك مذيعاً، ولكنه لم يبق هناك طويلاً، ليشغل منصب مدير مكتب الإعلام في عجمان، ومن ثم انتقل إلى ميادين صاحبة الجلالة، حيث أعطى «البيان» بعضاً من سنوات عمره، حيث عمل فيها رئيساً لقسم المحليات، وعكف على تطوير قسم الثقافة فيها، وتأسيس «البيان الثقافي» كما شغل أيضاً مدير تحرير مجلة «الرياضة والشباب»، وأيضاً رئيس التحرير التنفيذي لمجلة «المنتدى».

لم يمنعه عمله الإعلامي من البقاء في حضرة «ديوان العرب»، فقد جاد فيه الكثير، ولا يزال حتى اللحظة ينبوعه الشعري متدفقاً، ولعل أوبريت «أحلام زايد»، الذي رأى النور في احتفاليات الإمارات بيوبيلها الذهبي، شاهداً على مدى أصالة كلمته الشعرية وأناقتها.

حيث يدرك الخاجة تماماً كيف يصيغ العبارة، فتتحول إلى شعلة متوهجة في القلب، وأيقونة تتردد على لسان نجوم الغناء، ومعروف عن الخاجة بأنه أحد أبرز الشعراء، الذين أبدعوا في صياغة «الأوبريتات» والقصائد الوطنية والإنسانية والاجتماعية وحتى الرياضية، فهو صاحب «نشيد دورة الخليج السادسة لكرة القدم»، التي أقيمت في أبوظبي عام 1982.

وهو صاحب أغنية «المونديال»، التي ألفها بمناسبة وصول منتخب الإمارات لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا، وهو أيضاً صاحب أوبريت «حلم الصحراء»، الذي أطلقه بمناسبة افتتاح «خليجي 12» في أبوظبي عام 1994، وأيضاً «أوبريت الإمارات»، الذي رأى النور في 1995، وأهداه للقوات المسلحة.

ولا تزال أغنية «دبي دانة الدنيا» حية في الذاكرة، لتتحول مع مرور الوقت إلى أيقونة غنائية، تطل كلما أطل مهرجان دبي للتسوق، فقد لازمته منذ 1996 وحتى اليوم. أرشيف الخاجة طويل، وكلما غاب شعاع أوبريت وطني، أطل بآخر، حيث كان الخاجة، ولا يزال حريصاً على تواجده على الساحة، فهو أحد رموزها ونجومها، التي تضيء الطريق أمام محبي الشعر والقصائد المغناة.

رحلة الخاجة الإبداعية طويلة المدى، وهو ما يمكن تلمسه في عديد الدواوين الشعرية، التي أصدرها بدءاً من «بيروت وجمرة العقبة» وليس انتهاء بـ«علي بن المسك التهامي يفاجئ قاتليه».

وما بينهما هناك ديوانه «صلاة العيد والتعب»، والذي واجه فيه «بشاعة العالم بالجمال»، وضرب فيه مع الحب والفرح موعداً، وفيه بدا إيقاعه عالياً، تشابكت فيه القصيدة العمودية مع شقيقتها النثرية، وفي كلتيهما أبدع الخاجة، واستطاع أن يستحوذ على القلب، مبرزاً تفاعله العميق مع مفردات اللغة وجمالياتها، ليشكل لوحة شعرية جميلة لا تزال حية حتى اللحظة.

 

Email