سلطان الخطيب صعود على أنغام السلم الموسيقي

ت + ت - الحجم الطبيعي
تتميز مسيرة المايسترو، وعازف البيانو العراقي سلطان الخطيب بأنها سيرة تشبعت بالموسيقى، لم تقف عند حدود الموهبة، بل تُوجت بدراسته لها منذ كان طفلاً بعمر 7 سنوات، فجاءت أعماله عميقة تستند إلى الحرفية والتمرس، واستطاع بروح الإبداع والخبرة أن يحقق العالمية. 
 
 
سلطان الخطيب، الذي اختارته «بي بي سي» ضمن أهم 5 عازفي بيانو في آسيا عام 1994، يعتبر عضواً مؤسساً لـ‮«أولمبياد الفن العالمي‮» ‬في باريس‮، ‬ويشغل الآن منصب ممثل رئيس الأولمبياد؛ وقبل كل هذا بقي الخطيب في ذاكرة الناس في أبوظبي، باعتبار أنه كان رئيس قسم الموسيقى والمسرح في المجمع الثقافي، لفترة غير قليلة من الزمن. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬
 
تجربة فنية
 
كان يمكن للمتجول في المجمع الثقافي في بدايات الألفية الثالثة أن يصادف الموسيقار سلطان الخطيب في إحدى الفعاليات بابتسامته وهدوئه الدائم، إذ كان كل ما فيه يترجم الفن إلى أسلوب حياة.
 
وفي مواقع أخرى كان يتابعه الجمهور، من خلال حفلات أحياها على مسرح المجمع مثل الحفل، الذي عزف فيه على البيانو لأكثر من ساعة في العام 2006، وقدم خلاله ألواناً من الموسيقى، التي تعود لعمالقة الفن عبر التاريخ مثل موزارت وبتهوفن وشوبان، بجانب موسيقيين معاصرين، حيث اختار حينها لبرنامجه التسلسل التاريخي من الأقدم إلى الأحدث زمنياً.
 
كما أحيا الخطيب خلال مسيرته العديد من الأمسيات حول العالم، منها حفله في مبنى اليونيسكو في باريس، بمناسبة تأسيس أولمبياد الفن العالمي في العام 1995وغير ذلك الكثير.
 
علاقات إبداعية
 
سلطان الخطيب الذي أسس وقاد فرقة الكورال الوطنية العراقية يعتبر العزف فكراً وطاقة تسخّر وتستدرج، ليصدح الصوت حاملاً ما يحمله من فكر.
 
وهو فنان مثقف لم يكتفِ بالعزف، بل قدم العديد من المحاضرات التي تتحدث عن الموسيقى والآلات الموسيقية القديمة والحديثة، وذهب أبعد من ذلك ليحصل في النهاية على درجة الدكتوراه في علاقة الفنون في ما بينها، وحاضر في أكثر من مكان ليشرح علاقة الفن التشكيلي بالموسيقى، منها التي ألقاها في بابل.
 
واستعان بمجموعة من اللوحات العالمية، التي تعود لعباقرة الفن التشكيلي أمثال دافنشي وديلاكروا، وغيرهما، وربط ما جاء في أعمال هؤلاء الفنانين مع عدد من الجمل الموسيقية، التي شكلت مقطوعات موسيقية لمشاهير موسيقيين أمثال يوهان سباستيان باخ.
 
ولأن الخطيب فنان يحركه الإبداع المتجدد فهو يحرص بكل ما يقدمه على نشر الفن، وإيجاد الأثر في نفوس الجمهور ربما هذا ما دفعه أخيراً إلى إطلاق مسابقة فنية دولية عبر الإنترنت، تشمل فنون الموسيقى الكلاسيكية والرسم والبانتومايم، وتشير الأرقام المنشورة عن هذه المسابقة إلى مشاركة واسعة جداً لعشرات الجامعات من جميع دول العالم، إلى جانب مئات المشاركين، الذين جذبتهم المسابقة للتنافس على المركز الأول.
 
وهو ما يؤكد أنه أينما يكون سلطان الخطيب لا بد أن تحضر الأفكار والإبداع كونه مسكوناً بالموسيقى، وهي رسالته التي يؤديها بكل حرفية بأكثر من طريقة.
 
Email