عادل خزام.. سيرة مفعمة بالحب والقصيدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هو الشعر يزرع بذوره في القلب، ينبت كما زهرة، ترويها الكلمات، تلك التي تعود الشاعر الإماراتي عادل خزام مغازلة حروفها، ليصنع منها قصيدة، سافرت على جناحي الهوى بعيداً في القلب وبين الثقافات، وحرس خزام بـ«عينه الثالثة» نومتها الملتحمة بـ«الثبات والحياة». من عود قصيدته نبتت «شجرة شعر العالم»، تلك الموسوعة التي أزهرت ياسمين، وتزينت بألوان ثقافات الدنيا، فضمت 12 غصناً، وكل غصن ضم نحو 35 شاعراً، كتبوا جميعاً ومعهم عادل خزام في الأمل والحب والسلام.

عادل خزام ابن دبي الذي نبت بين حجارة أروقتها، وشب شاعراً حكيماً، منذ سنواته الأولى وقع في «عشق المادة المكتوبة»، فأغرته الصحافة اليومية، حيث جند لها قلمه، لتسرقه منها شاشات التلفزة، حيث وجد نفسه واقعاً في «هوى» الإعلام مرة أخرى، وها هو عادل يمضي نحو عتبة الستين من العمر، ولا يزال «عاشقاً للورق والقصيدة»، ذلك الشاعر درس مرحلتيه الابتدائية والثانوية في دبي، وأصبح تالياً ابناً وفياً لجامعة الإمارات التي تخرج فيها ببكالوريوس في إدارة الأعمال، حيث كان ذلك في منتصف الثمانينيات، لم تغره المكاتب الإدارية بقدر ما قدمت له الكلمات والشعر من سحر ظل ساكناً فيه حتى اللحظة.

مسيرة

سيرة عادل خزام مثقلة بالحب والقصيدة، وهو الذي أدرك في منتصف الثمانينيات حجمه الفعلي على أرض المنصات الشعرية، حيث تألق وحلق عالياً، فأصبح ضيفاً دائماً على الأمسيات، التي صنعت منه شاعراً محنكاً، يعرف تماماً كيف «يداعب القصيدة»، ويفصلها ثوباً يرتديه في الليالي الثقافية. تسع سنوات تامات استغرقها عادل حتى ولدت أوراقه أول مجموعة شعرية، أسماها آنذاك «تحت لساني»، حيث حملت المجموعة قصيدة نثرية ناضجة تضج بالحياة، وقد شُغلت بلغة شاعر دربته المحاولات ودفعته بموهبته نحو النور.

«ينثر الشاعر أغنية النسيم كي ترقص البراعم في نشوة وجودها»، هكذا هو عادل خزام، فقد استطاع عبر مسيرته الطويلة أن ينثر الشعر، وأن يحوله إلى أغنيات، وأن يعبر به الثقافات الأخرى، التي أدركت بدورها أن الشاعر «يسمع ما لا يسمعه سواه، يدق طبول الحب في ساعة الحرب»، فما كان منها إلا أن كرمته بجوائز عديدة، آخرها «توليولا» الإيطالية الدولية عن فرع الشعر، وذلك عن مجموعته الشعرية «الربيع العاري» الصادرة حديثاً، ومن قبلها حصدت روايته «الحياة بعين ثالثة»، التي ترجمت للإنجليزية، على الختم الذهبي للكتب المتميزة في الأدب، وتم ترشيحها لجائزة إيريك هوفر للنشر المستقل في أمريكا، التي حققت فيها الرواية ردود فعل جيدة.

شرايين الكلمات

في كل مرة كان يزرع فيها عادل خزام قصيدة، لم يكن ينفض أصابعه من حبرها، يبقيه رطباً قدر الإمكان، ليكون «مداداً يضخ في شرايين الكلمات»، ليمكنه ذلك من المحافظة على وتيرة إصداراته، التي بلغت خمس مجموعات شعرية، وروايتين وثلاثة كتب في الحكمة والصوفية ودراسات في الفنون. غنيمة عادل خزام كانت كفيلة بأن تفتح عيون اللغات الأخرى عليه، حيث ترجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والهندية، والألمانية التي ترك في حضنها مجموعة شعرية كاملة.

واسع المدى هو صوت عادل خزام الشعري، حيث أسمع في يونيو الماضي الصين صداه، في ليلة احتفلت فيها بلاد التنين بـ«مهرجان قوارب التنين»، حينها ألقت الشاعرة الصينية إيين شاويان، 60 سطراً حملت عنوان «صور الحب اللاواعية»، مثلت شذرات من شعر عادل خزام، التي مثلت جزءاً من مشروع كبير، يحتوي على نحو ألفي تعريف شعري للحب، مشتقة من صور الحياة كلها.

يعتبر عادل خزام أن «الشعر سيظل حياً دائماً في مواجهة الموت»، ويرى فيه «السلاح الوحيد الذي تمتلكه البشرية في مواجهة ضعفها»، تلك الكلمات قالها في أحد حواراته مع «البيان»، الذي واجه «كوفيد 19» بقصيدة ملحمية عنوانها «كورونا.. الثقب الأسود لوجودنا»، تولت ابنته ترجمتها إلى الإنجليزية، ليتم اختيارها في الأنطولوجيا العالمية للشعر في مواجهة «كوفيد 19» بمشاركة 500 شاعر وشاعرة من مختلف دول العالم.

Email