طماعة الظاهري.. ماضٍ زاخر بالدفء والأصالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تروي الجدة طماعة الظاهري ذكرياتها مع شهر رمضان، فقد أصبحت بمثابة النقوش في قلبها تستمتع باسترجاعها بين الحين والآخر. تتحدث طماعة عما تحفل به ذاكرتها عن «رمضان لول» ومظاهر الترابط والتلاحم المجتمعي والألفة والرحمة فيه.

تقول طماعة الظاهري: «يترقب أهالي الفريج رؤية هلال رمضان المبارك من خلال صعودهم على الندّ، وهو تل ترابي مرتفع، وكان المشهور آنذاك هو ند النخل، وند سالم من عبدالله، وبمجرد رؤيتهم ورصدهم للهلال، يهرعون إلى تقديم البشارة لأهالي الفريج الذين يستقبلون الخبر بالحمد لله عزّ وجل أن بلغهم الشهر الفضيل، كما ترتسم الفرحة على وجوه الصغار والكبار وسط تهليل وتكبير بقدوم شهر رمضان والاستعداد لإعداد وتجهيز وجبة السحور».

سمات

وتتذكر الظاهري، تعاون الأمهات والجدات والأخوات في إعداد وتجهيز الإفطار، لافتة إلى أنّ اجتماع أفراد الأسرة والأهل يعتبر من سمات «رمضان لول»، إذ كان لكل طعام مذاق ونكهة خاصة. وأشادت الظاهري، بحرص العائلات الإماراتية اليوم على إعداد الأطباق الرمضانية الإماراتية الأصيلة، بما يضيف للمائدة الجمال والروعة، مضيفة: «لا تكاد المنازل والمطاعم تخلو اليوم من المأكولات التقليدية المحلية الأصيلة، التي يتم تحضيرها احتفاء بهذا الشهر من أجل الاستمتاع بمذاقاتها الشهية ونكهاتها اللذيذة».

وأبانت طماعة الظاهري، أنّ «رمضان لوّل» يجسد العديد من المظاهر الجميلة مثل فرحة الصغار والتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، مضيفة: «نعم، هي مظاهر جميلة تعيدنا جميعها وبلا استثناء للعيش في أجواء الماضي بما يحتضنه من دفء وأصالة، وليس هذا فحسب، إذ لا تزال عادة التزاور بين الأهل والجيران، من أبرز العادات الباقية، فليس أجمل من أن يسأل الجار عن جاره، ويتفقد القريب أهله وأحبابه، أريد التأكيد على أنه ومع بقاء أو غياب العادات الرمضانية القديمة، فإن الذاكرة الإماراتية لم تنسها، وسنظل نبوح بها، فالعادات والتقاليد الأصيلة تعتبر جزءاً من تراثنا وثقافتنا التي لا غنى لنا عنها مهما تغيّرت ظروف الحياة، أعيش كل رمضان بالحنين واستعادة الذكريات واجتماع الأهل، وتبادل الأحاديث، وسؤالنا أيضاً عن أقاربنا ومعارفنا، وهذه ميزة تميز بها أبناء الإمارات منذ الأزل في الرحمة والتراحم والتكافل والتعاون ما بين الأسرة الواحدة والجماعة والأهل».

Email