عبدالله بن حامد: رمضان زمان تقارب القلوب والبيوت

ت + ت - الحجم الطبيعي

«يتجلى جمال «رمضان لوّل» في تآلف القلوب وتقارب البيوت في الفريج، ما أضاف معاني لم يستطع التطوّر موازاتها. يتبادل الجيران الفطور في تكافل اجتماعي فريد، ويخرج الناس بعدها إلى المساجد لأداء العبادات».. بهذه العبارات يختزل عبدالله بن حامد ذكرياته عن الشهر الفضيل وتآلف أهالي الفريج وما يمارسون من عبادات ودفقات إيمان ترتقي بالنفوس التي تتبارى في ميادين الخير.

ويشير عبدالله بن حامد إلى أن من أبرز مظاهر الشهر تحري الهلال، والذي يتم بإمكانات قليلة ووسائل محدودة تعتمد على حادّي البصر، الذين كانوا يعمدون في رؤية الهلال إلى الأماكن البعيدة عن المدن والمرتفعات، الأمر الذي تغيّر بفعل تطور الحياة، فلم تعد رؤية هلال رمضان تعتمد على «الشوّاف»، بل باستخدام إمكانات فلكية ورصد عبر التلسكوب، لافتاً إلى أن الاستعدادات لرمضان تشبه إلى حد كبير ما يحدث الآن من إعداد للمساجد وترتيبها وتنظيفها، وإعداد أماكن للإفطار.

واستطرد: لم نعد نسمع اليوم عند وقت السحور ذلك الرجل حامل الطبلة، الذي ينشد قصائد تحفّز الناس على النهوض لتناول السحور وبعدها أداء صلاة الفجر، وسط أصوات المؤذنين التي تعلو المساجد، ولم تعد عادات تناول السحور كما كانت، لا سيما مع تنوع أصناف المأكولات والأطعمة، بعد أن كان السحور في الماضي مقتصراً على اللبن والتمر، كما أنه مع اقتراب أذان المغرب، هناك عادات كانت سائدة في الماضي، إذ توضع سفرة الإفطار في أحد منازل الفريج، فيتجمع السكان، كل يحضر إفطاره من بيته يتشاركون فرحة الإفطار بعد صوم يوم شاق، فلا يخلو إفطار من 3 أصناف رئيسة، هي التمر واللبن والماء.

تفنن

ولفت بن حامد إلى أن المستوى الاجتماعي والاقتصادي يختلف عن السابق، وأن مائدة رمضان تختلف عن السابق، وهي تحوي العيش والهريس وبعض أنواع الحلويات، فيما تتفنن نساء اليوم في عمل الأطباق ما لذ منها وطاب، وكان ما يعد في المائدة الرمضانية سابقاً القليل منه يكفي ويفيض، وأن معظم الصائمين يتمركزون عند كبير الفريج، وكل يأتي بما يجود ببساطة وتلقائية، كما أن الشهر الفضيل ارتبط ارتباطاً وثيقاً ببعض المأكولات الشعبية، فالهريس يعد وجبة رمضانية بامتياز، لاحتوائها على ما يحتاج إليه الصائم من غذاء، و«الفريد» أو «الثريد ـ خبر الرقاق مع المرق»، الذي يعد طبقاً مميزاً، أما الحلويات فهي أساسية للشهر الفضيل، ومن أشهرها اللقيمات والساقو والفرني، لافتاً إلى أن أهم ما يميز ليالي رمضان التجمع ليلاً في المجالس، والتي هي عبارة عن عريش يضم أكبر عدد من أفراد الفريج، يتم من خلالها سرد الحكايات والقصص التي تشد الحاضرين كباراً وصغاراً، فتثري خبرات الحضور وتكسبهم مهارات الحديث.

Email