يوسف السويدي.. ماضٍ زاخر بحكايات الفريج

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش عبيد بخيت السويدي ومنذ بواكير صباه عشقاً لا ينقطع مع البحر الذي احتضنه يافعاً حين كان يرافق أهله إلى الصيد لسد الاحتياجات من الأسماك وما تدره من ريع يوفّر الاحتياجات والمستلزمات. تزخر ذاكرة يوسف بالكثير من الذكريات لرجل مرتبط بأرضه ووطنه وجذوره وموروثه الشعبي.

رحلة

يقول: «في رمضان كانت صعوبة الحياة تجبرنا على الخروج إلى الصيد ونحن صائمون، وأحياناً نخرج للصيد في الليل بعد صلاة التراويح ونعود مع ساعات الصباح الأولى، وحتى اليوم أخرج للصيد في البحر خلال شهر رمضان بعد أداء العبادات وأعود قبل أذان الصبح محملاً بالرزق لبيعه صباحاً في السوق، الرحلات تكون من 15إلى 20 يوماً خلال الشهر الفضيل».

تراحم

ويشير يوسف إلى أنّ أهل الفريج كانوا يوزعون الطعام على بعضهم البعض خلال أيام شهر رمضان، مضيفاً: «نتزاحم في السكيك كتفاً بكتف كل يحمل الصينية وعليها مجموعة من الدواري «الأطباق»، حاملين للجيران الثريد والهريس واللقيمات، إذا قدمت الهريس يعطوني اللقيمات أو ما جهزه أهل البيت، رمضان كان مختلفاً عما هو عليه الآن إذ كان الناس مترابطين أكثر مما هو عليه حالياً».

ذكريات

ويلفت يوسف إلى أنهم كانوا يعدون مكاناً يعرف بـ «المفطرة أو المجلس للاجتماع فيه وتناول الإفطار والذي يكون قريباً من المسجد عادة، قائلاً: «من خلال هذا المجلس نكسب أجر العابرين ممن يمرون أمام الفريج». ويضيف يوسف:

«كنا نلعب ألعاباً بعضها اندثر حالياً مثل لعبة القبة، وعظم الغنم ولعبة التيلة، كان لهذه الألعاب وقت محدد وكنا نستمتع بها كثيراً».

تواصل

يتذكر يوسف السويدي الأب لثلاثة أولاد وخمس بنات، كيف أنّه رزق بابنته فاطمة خلال شهر رمضان. ويعرب عن عظيم فخره في غرس القيم والعادات الجميلة في نفوس أبنائه، مشيراً إلى أنّهم لا ينقطعون عن التواصل مع الأهل والأقارب وزيارة الجيران، لاسيّما خلال أيام الشهر الفضيل. وحول طبيعة العمل قديماً، يقول:

«في رأس الخيمة خمس بيئات منها أهل البحر والبدو والمزاريع، مشيراً إلى أن لكل أهل بيئة طقوسهم وعاداتهم. ويشير يوسف السويدي، إلى أنّ ما يفتقده في رمضان هي المفاطر، قائلاً: «أين هي لقد افتقدناها وافتقدنا معها الألفة والترابط التي كانت تميز العرب قديماً، يبقى لرمضان رونقه الخاص لأنه شهر فضيل شهر بركة وخير وهو خير أشهر السنة».

Email