علي الظنحاني: أيام زمان بساطة ومحبة وتسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال ذكريات شهر رمضان حاضرة في النفوس بكل معانيها وكامل تفاصيلها، يسرد علي الظنحاني من أهالي منطقة دبا، قصصاً من الزمن الجميل بقوله: «لرمضان في الماضي رائحة طيبة في جو مليء بالمحبة والتسامح، جو تسوده قيم البساطة والأصالة والكثير من العادات والتقاليد التي تنشر البهجة في النفوس، تعلو ضحكات وفرحة الأطفال بحلول شهر الخير، وبهجة الكبار بالطقوس الروحانية»، موضحاً أن أهالي الأحياء الشعبية القديمة كانوا يعيشون حالة من الوحدة والتكاتف لا يعكر صفوها شيء.

يقول الظنحاني أهم ما يميز الفريج في أيام رمضان، التراحم وعلاقة حسن الجوار، مشيراً إلى مائدة رمضان في الماضي كانت أكثر بساطة بطعام يتكون من الدجاج أو السمك أو اللحم والتمر والماء، مضيفاً: «ما يميز فريجنا أن اعتياد رجال الحي على الإفطار قرب المسجد يتشاركون الطعام فرحين بالشهر الكريم، يبدأون بالذكر والدعاء في انتظار غروب الشمس وسماع صوت الأذان، ليتناولوا الماء والتمر ومن ثم أداء الصلاة في جماعة، والعودة لتناول وجبة الإفطار معاً في مائدة ممتدة تجمع رجال وشباب الفريج».

وأشار الظنحاني، إلى أن النساء يفطرن في المنزل كما جرت العادة، لافتاً إلى عادة تبادل الطعام بين الجيران حتى يعم الخير على الجميع. وأوضح الظنحاني أن من العادات الجملية أيضاً اجتماع كبار الحي قبل الشهر الكريم لاستطلاع أحوال الأهالي، والبحث عن الفرقاء والأسر المحتاجة ليتم توفير ما يلزمهم من طعام وشراب حتى يصوموا رمضان في جو من الراحة والاستقرار.

ويمضي الظنحاني إلى القول إن رمضان لوّل كانت له عاداته الجميلة ومعانيه المفعمة بالود والجوار والطيبة، مشيراً إلى أن الجميع يحرصون على التجمع بعد أداء صلاة التراويح كل يوم في منزل لتناول القهوة والتمر، ويتبادلون الأحاديث والذكريات الجميلة، فضلاً عن قصص تحمل من العبرة والموعظة الكثير بما يترك بالغ الأثر في نفوس الحاضرين، فيما يتجمع أطفال الحي ويلعبون بين أزقة الفريج في سعادة وفرح غامرين.

ويرى الضنحاني، أن رمضان في الوقت الراهن اختلف باختلاف تطور الحياة، وبروز ملامح جديدة تزيد الشهر إشراقاً، إذ بات كل منزل يتجهز لاستقبال الشهر الكريم بإعداد زينة رمضان تعبيراً عن الفرحة والبهجة بالشهر الكريم، فيما باتت المائدة الرمضانية تزخر بمأكولات شعبية وعربية وآسيوية، فيما لا يزال أهل الإمارات يحتفظون بأصيل عاداتهم في توزيع الطعام والتعاون لتوزيع الخير على كل محتاج.

Email