سعيد المزروعي: الذكريات محفورة في قلوبنا وعقولنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

«ذكريات رمضان محفورة في عقولنا وقلوبنا، لا يمكن نسيانها مع مرور الأيام والسنوات، يعود إلينا رمضان ومعه نعود لأيام الصبا بكل ألقها وجمالها، نحييه كما تعلمنا من آبائنا وأجدادنا. إن لرمضان عادات وتقاليد وطقوساً لا يمكن الاستغناء عنها تشكل موروثاً إماراتياً راسخاً».

يروي سعيد مبارك المزروعي، نائب مدير جمعية بيت الخير، ذكرياته مع شهر رمضان بقوله: «هذه العادات الأصيلة بصمة تميز شعب الإمارات بكل ما يحمله من مكارم الأخلاق العربية الأصيلة، لذلك نحرص على تربية أبنائنا على هذه السنع الطيبة، بالطبع قلت بعض مظاهر رمضان القديمة نتيجة تغير العصر والظروف، لكن تبقى العادات الأصيلة التي ترسخ تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف حاضرة وبقوة، وعلى رأسها اللقاءات الأسرية والمجالس الرمضانية».

ويشير المزروعي إلى أن عادة مآدب الإفطار لا تزال حاضرة، وتداول الأطباق بين منازل الفريج وتزاور الأهل والجيران، على الرغم من أن هذه العادات الأصيلة قلّت في السنوات الأخيرة بسبب تفرّق الأسر باتخاذها منازل منفصلة بدلاً عن البيت الكبير، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التواصل الاجتماعي بين الناس.

وأضاف أن رمضان شهر القرآن والتراويح والعبادات التي يحرص المسلمين على الالتزام على تأديتها منذ فجر الإسلام وحتى اليوم، وربما الآن بشكل أكبر، حيث إن الأجيال الحالية متعلمة وتعي ما لها وما عليها، لافتاً إلى أنّ القيادة الرشيدة خصصت مراكز خاصة لتحفيظ القرآن الكريم، وتقوم الآن بإجراء مسابقات على مستوى واسع للتشجيع على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، فضلاً عن إنشاء مساجد في كل منطقة تسهيلاً على المصلين.

طقوس

ونوّه المزروعي، إلى جماليات العمارة الإسلامية التي تتجلى في مساجد دولة الإمارات في كل الإمارات، بما يشرح قلوب المقبلين على بيوت الله في الشهر المبارك، إلى جانب المجالس التي خصصتها القيادة الرشيدة لمختلف المناسبات وفي مقدمتها الشهر الكريم، ما يسمح بتجمع الأفراد فيها لإحياء طقوسه. ويشير المزروعي إلى أن سفرة الإفطار كانت تجمع حولها عدداً كبيراً من أفراد الأسرة، وتتضمن أطباقاً شعبية رئيسية كاللقيمات والخبيص والهريس، وهي العادة التي لا تزال على حالها، مشيراً إلى أن ربات البيوت أصبحن يقدمنها في صورة أقرب إلى اللوحة الفنية، فلم تعد متواضعة كما السابق، في ظل تطور أساليب التقديم والضيافة وظهور الكثير من الأكلات الرمضانية الحديثة وأنواع المعجنات والفطائر والعصائر.

مسؤولية

ويمضي المزروعي إلى القول: «منذ انضمامي إلى جمعية بيت الخير منذ أكثر من 23 عاماً لم يعد رمضان عندي كما السابق، أصبح مفهومه أشمل وأوسع، فالتعامل مع الحالات الإنسانية محدودة الدخل من موقع المسؤول يجعل المسؤولية أكبر على عاتقي، هناك عشرات آلاف المستفيدين من حملة «بيت الخير» الرمضانية سنوياً، والعدد في تصاعد مستمر، حيث تقدم الجمعية حزمة من المشاريع، مثل المير الرمضاني وإفطار صائم وزكاة الفطر والعيدية، فيما يتم التنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة لتيسير السبل لتحقق الحملة أهدافها، فضلاً عن الإشراف والمتابعة على أرض الواقع، واستقبال الحالات الطارئة ومتابعتها من خلال خدمة «7 نجوم»، كما أقوم بصفتي نائباً للمدير العام بالمتابعة في هذه الأمور، نسأل الله تعالى أن تحقق حملتنا الرمضانية لهذا الموسم «حتى تنفقوا مما تحبون» أهدافها الإنسانية لإسعاد 58 ألف أسرة وحالة في الشهر الفضيل».

Email