موزة النيادي.. ذكريات ماضٍ معطّر بالأصالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الجدة موزة عبدالله النيادي تتذكر كيف كان رمضان لوّل يعكس مظاهر الفرح، وتعزيزه الكثير من قيم التكافل وصلة الأرحام. تستعيد موزة بين الحين والآخر ذكريات الماضي الجميل بدفئه وتسامحه وأصالته، وعادات تزاور الأهل والجيران التي ما تزال باقية حتى اليوم، وراسخ الأصالة والوفاء والبساطة.

تقول موزة النيادي: «لا زلت أتذكر صوت من كان يبشرنا برؤية الهلال، معلناً قدوم شهر رمضان، وصوت من كان يوقظنا لتناول وجبة السحور من خلال طرقه على الأبواب، وأصواتنا كأفراد عائلة قبل موعد الإفطار، فالكل يريد تقديم المساعدة، وتوصيل بعض أطباق الوجبات للجيران، وأصواتنا ونحن على مائدة الإفطار التي كانت تحفل بالأطعمة اللذيذة، إلا أن «الجامي» كان المفضل لدي فهو يعد من الأكلات التراثية القديمة، وهي طريقة مثالية لاستغلال حليب المواشي، وتحويله إلى طعام يمكن تناوله على مدى أيام، ولا يزال الناس يستمتعون في إعداده وتناوله حتى اليوم، إضافة لبعض المشروبات كاللبن، والقهوة».

ألفة وتواصل

وتضيف موزة النيادي: «أتذكر أيضاً أصوات التجار القادمين من دبي، لنهرع لشراء ما نرغب به استكمالاً لمائدة رمضان، وليس أجمل من أصوات الجيران وهم يرحبون ببعضهم البعض في ألفة وسرور، شهر رمضان يضاعف الألفة والتواصل بين الأهل والجيران، بما يجعل من الفريج خلية نحل لا تهدأ وقت الصوم وبعد الإفطار».

وتشير موزة النيادي، إلى أنّ فرحة استقبال العيد لا تكتمل إلا بعد التأكّد من انتهاء خياطة الفريج من الأثواب الجديدة، وتجهيز فوالة العيد التي تتضمّن أشهى الأكلات كالهريس، والعصيدة، والخبيص. وتحرص النيادي على سرد ذكريات الماضي الجميل لأحفادها لإبقائها حية في الذاكرة صوناً للتراث والهوية التي يُستمد منها الطاقة الملهمة نحو المستقبل.

أصالة

وأضافت: «ما أجمل أن يتم رصد طرق العيش وأسلوب حياة الأجداد، والوقوف أيضاً على أطراف المكان لنتلمس منه رائحة الأصالة وعبق الماضي». تمتهن موزة النيادي صناعة العطور والدخون، مشيرة إلى أنّ روائح العطور المحلية والدخون تقليد راسخ وذكريات يغلفها الحنين المعطر بلحظاتها التي لا تنسى. ولفتت النيادي، إلى تفننها في إعداد خلطات العطور الإماراتية، وطريقة خلطها، وأساليب التطيب بالعطور وتأثير العطور بمكوناتها في الشعر الإماراتي العذب.

Email