عيضه بن سنيه المنهالي: رمضان في «دار زايد» روحانيات متجددة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نعود بالزمان إلى حقبتي الستينيات والسبعينيات فإن الجد عيضه بن سنيه المنهالي يسهب في ذكريات شهر رمضان الفضيل، ويستذكر غالب خيوط الزمان التي طوتها وسائل التقدم الحديثة.

ويرى أن لكل وقت أذاناً، فقديماً كانت الحياة بسيطة وكان الحال «على القد» إلا أن الشغف بالشهر الفضيل كان أعمق وأشمل، وتغير الزمان في عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبالتوازي مع عجلة الزمان أصبح الآن كل شيء متوفراً من وسائل تقنية حديثة ورفاهية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم حكام الإمارات.

مظاهر وعادات

ويقول الجد عيضه المنهالي القاطن في منطقة بني ياس بأبوظبي عن زمن الطيبين وأبرز المظاهر والعادات والتقاليد في الشهر الفضيل: كنا ننتظر بشغف تحري رؤية الشهر الفضيل وكان التنبيه يتم عبر «مدفع رمضان» وإذاعة القرآن الكريم، وعندما نتأكد من ثبوت الرؤية فإن التكبيرات تتعالى من الأطفال والكبار والجميع يعيش في حالة سعادة وتأهب لصيام الشهر الفضيل.

وكانت حينها المنازل قديمة وبالتأكيد تخلو من وسائل التهوية الحديثة ولذلك عمل أهل البلاد على فتحات تهوية معينة للتخلص من حرارة الجو، ومع دخول شهر الرحمة تتأهب النساء لطهي الطعام وكان بسيطاً ربما صنف أو اثنين وكان يشمل العائلة والجيران وربما أهل الحي فالجميع يتبادل أصناف الطعام لتحل البركة على الطعام البسيط ويستمع الجميع بروحانيات الإفطار.

تآخٍ وتلاحم

ويضيف الجد عيضه بأن مظاهر التآخي والتلاحم كانت قديماً موصولة وعميقة، حيث كان يحرص الأهلي على إنشاء «حوية» بجانب المسجد وهي صورة مصغرة من موائد الرحمن حالياً.

وهذه الحوية يتعاون فيها الأهالي بتوفير ما تيسر من الطعام، وذلك بهدف إطعام المسكين والمحتاج والضيف وأيضاً أهالي الحي يجتمعون في هذه الحوية ويتناولون الإفطار مع وجود الصغار والشباب مما عمق روحانيات الشهر الكريم.

تكاتف

ويستطرد الجد عيضه بقوله بعد صلاة التراويح نعمل على تكوين جلسة وكانت تشمل أهل الحي، وتعقد في الغالب عند كبار القبيلة أو الأعيان، والجميع يتسامر عن الأحوال وعندما يأتي ضيف من مناطق بعيدة يتم استقباله وإذا ذكر شخص مريض في مكان ما فإن المواطنين يفزعون إليه مباشرة للاطمئنان عليه وتقديم المساعدة متى احتاجها، حيث كان التكاتف والتعاون في جميع الأحوال.

وعن السحور فكان في الغالب داخل المنزل ويشمل نوعين من الطعام هما: «قرص أو عيش» أو الاثنين معاً بالإضافة إلى الحليب، وبعد نهاية السحور يذهب الناس إلى صلاة الفجر وذكر الله والعودة إلى المنازل مع الشروق للنوم، على أن يمارس الأهالي عملهم في 9 صباحاً، للذهاب إلى الحلال، والمزارع وغيرها من أرزاق وأشغال الناس.

بين عصرين

ويستطرد الجد عيضه قائلاً الحياة كانت بسيطة وهادئة وكان رمضان «لؤل» هادئاً بطبيعة الحياة، والحال على القد وأما الآن فإن الإمارات تنعم بالخيرات وأصبحت موائد الإفطار والسحور تستقبل أنواعاً وأصنافاً عديدة من الطعام حتى أنه يفيض ويذهب إلى المحتاجين وأصبحت المنازل الآن تضم «الخدم والطباخين» والمنازل حديثة وعلى أعلى مستوى من التجهيزات العصرية.

وأما زمان فلم تكن أبداً هذه المظاهر متوافرة بطبيعة العصر وعدم توافر الإمكانيات، وأضاف: انتقل الشعب الإماراتي إلى مصاف الدول من حيث الترفيه وتوافر كافة الإمكانيات.

والخير يمتد من قيادتنا الرشيدة بمساعدة المحتاج من الأسر المتعففة في الشهر الفضيل وإقامة موائد الرحمن وصرف الحوافز المادية والعينية، ونحمد الله على أن الخير موصول في دار زايد للمواطنين والمقيمين والزائرين وكل من يعيش على هذه الأرض المباركة.

Email