عبدالله الكعبي.. ذكريات «العريش» والماضي الجميل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال يتذكر عبدالله المر الكعبي، مواطن متقاعد من مواليد الستينات، تفاصيل صيامه، لاسيما في تلك الفترة التي كان يعيش فيها مع أفراد عائلته في «العريش» الذي عرفه المجتمع الإماراتي قديماً .

والذي يجسد عمق علاقة الإماراتي بالنخيل، مؤكداً أنه على الرغم من بساطة الحياة حينها إلا أنها كانت صعبة في الوقت ذاته.

وقال الكعبي: «نعم، لا أزال أتذكر حرص الأسر التي كانت تسكن العريش على رش الماء على الأرضية لتبريدها.

كما كانت الأسر تقوم بتبريد الفواكه من خلال وضع أقمشة سميكة ورشها بالماء ومن ثم وضع بعض الفواكه الموسمية وتغطيتها، وهذه العملية في حد ذاتها كانت تسهم في تبريد الفواكه كالبطيخ إلى حين تناولها على مأدبة الإفطار، إلى جانب رش الماء على العريش نفسه .

حيث كانت تخرج منه بعد ذلك رائحة طيبة، وكان الأهالي يحرصون على السباحة في الأفلاج للتخفيف عليهم من مشقة الصيام في فصل الصيف.

فيما كان أهالي الفريج الذين يسكنون في العريش يعانون نوعاً ما في الحصول على الماء البارد وقوالب الثلج التي كان يتم توفيرها من بعض التجار، فيقومون فوراً بشرائها».

مشاركة

وأكّد حرص أفراد أسرته حينها على المشاركة الجميلة في إعداد وجبة الفطور، مضيفاً: «كنا نجتمع بود على مائدة الإفطار، كنتُ أتأمل أمي وأبي وهما يرددان خلف المؤذن، ويرفعان أكفهما بالدعاء».

وقال الكعبي بابتسامة، إنّ طبقه المفضل والمحبب لنفسه في رمضان هو الهريس، مشيراً إلى أنّ الهريس يعتبر الطبق الرئيسي على المائدة الإماراتية، في رمضان وكل شهور السنة.

عادات أصيلة

وأضاف الكعبي: «كان رمضان يزخر بالعديد من العادات الأصيلة، ومنها تبادل الأطباق، والتأكيد على ما يزخر به التراث الإماراتي من قيم ومبادئ وعادات جميلة، والحرص الدائم على تعزيزها، والمحافظة عليها وإحيائها في المناسبات، كنت أفرح عندما يتم تكليفي من أمي بتوصيل ما تقوم بإعداده وطبخه من أطعمة رمضانية لذيذة إلى الجيران.

وتكتمل البهجة حينما ألتقي بأطفال الحي ونتبادل الأحاديث العفوية». ولفت الكعبي إلى أنّ ذاكرته تحفل بالمواقف والذكريات الرمضانية ومنها حرصه وأطفال الفريج آنذاك على مشاهدة المسلسلات على التلفاز الذي كان يعمل بالبطاريات، وحرصه وأفراد عائلته وأفراد الحي على التواجد في المسجد قبيل أذان العشاء لأداء صلاة التراويح، والتنافس على ختم القرآن الكريم.

وأوضح الكعبي، أنّ رمضان لوّل كان مختلفاً من حيث إحياء وتجسيد العادات والتقاليد والطقوس التي تميز يوميات أهالي الفريج والتي تضفي على أيام الشهر الكريم لمسة روحانية.

Email