رمضان لوّل

سالم بن خاتم: أجواء رمضان بهجة للنفس

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص مفعمة بالبساطة والروحانية عن استقبال شهر رمضان المبارك يرويها أناس عاصروا حقبة من الماضي الجميل، ليعيشوا ذكريات الشهر الكريم بين الماضي والحاضر. التقت «البيان» المواطن سالم بن خاتم الشامسي من سكان إمارة الفجيرة، والمتقاعد من السلك الشرطي منذ سنوات، يقول إنّ لشهر رمضان خصوصية مع القرآن الكريم الذي تربطه به علاقة وطيدة منذ نعومة أظفاره، فهو يحفظ كتاب الله وتفسيراته، وهو من عائلة «المطاوعة» الحفظة لكتاب الله الكريم حيث درسوا وتعلموا القرآن.

وأضاف سالم، أنّ لشهر رمضان بهجة في النفس، ورحمة يرسلها رب العالمين على العباد، مشيراً إلى أنه عندما يقترب موعد الشهر الكريم يجتمع رجال موثوق بهم ومشهود لهم بالدقة لتحري الهلال في المساء بعد صلاة المغرب، وإذا ثبتت رؤيتهم للهلال، يتم الإعلان عن ذلك بإطلاق المدفع بصوته العالي ليعلم أهل الحي ومن حوله، فيتبادل الجميع التهاني بحلول الشهر المبارك، ويستعدون لتجهيز وجبة السحور التي عادة ما تتكون من التمر وبعض الخبز والقهوة.

يقول الشامسي: في الماضي، كنا نعيش حياة بسيطة في أسرة ممتدة مع أشقائي وشقيقتي ووالدي ووالدتي وجدي وجدتي، في بيت يعمه الدفء والحب حيث نتعاون في مهام المنزل كل يقوم بعمله ويساعد الآخر للتخفيف من الأعباء خلال فترة الصوم، كما ونحرص في الشهر الكريم على تكثيف عباداتنا، فكنا نجلس لقراءة القرآن وكان الكبار يشجعون الأطفال على مشاركتهم العبادات الجميلة في الشهر الكريم، منها الصيام وأداء الصلوات في مواعيدها.

ويتذكر سالم الشامسي أن سفرة رمضان كانت في الماضي بسيطة أساسها التمر والماء والفريد بالدجاج أو اللحم، حيث نحرص على أن نرسل بعض الطعام لجيراننا كما نتلقى منهم أطباقاً مختلفة مثل الهريس أو الخبيص، وهذه عادة أصيلة لا تزال حاضرة ليومنا هذا ولكن في السابق كان رمضان أساسه المشاركة في الطعام مع الجيران والأهل ليعم الخير الجميع، فمن يتيسر لديهم من الطعام والقوت والنعمة يحرصون على مساعدة غيرهم، فهذا هو موسم الخيرات والحسنات والعمل الصالح.

ذكريات

ويكمل سالم حديثه قائلاً: إن لرمضان ذكريات سعيدة، فنذكر عندما تمتلئ المصليات بالمصلين من أهالي الحي السكني كبيرهم وصغيرهم خاصة في صلاة التراويح يتبادلون السلام والتحية، يعبرون فيها عن سعادتهم بهذه الأجواء الروحانية، كما أن مجلس الذكر والقصص الدينية كانت أساس منزله العائلي الذي اعتاد على سماعها والاستمتاع بتفاصيلها.

ويرى سالم أن العادات الرمضانية في الإمارات، مازالت تحتفظ بأصالتها من ناحية الكرم والعادات الطيبة مثل مساعدة المحتاجين والفقراء وتوزيع طعام الإفطار، ولكن يكمن التغيير في مظاهر الحياة حيث باتت الأسر اليوم صغيرة ولكنها تجتمع على سفرة واحدة، وبات الطعام ولله الحمد أكثر وفرة ومتنوعاً، ولكن أساس طعام الإفطار هو الطعام الشعبي والتمر واللبن الذي لا تخلو مائدة منه، موضحاً أن شهر رمضان في الوقت الحالي تكثر فيه صلة الرحم واللقاءات الأسرية، ويتم استقبال رمضان كما جرت العادة على الاجتماع لدى كبير العائلة على مائدة واحدة مع الأبناء والأحفاد، تجمعهم اللحظات الجميلة.

Email