مناخ وبيئة

الإمارات.. رؤى طموحة محورها التنمية والاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحظى ملف التنمية والاستدامة بأولوية خاصة في الإمارات إيماناً من قيادتها الرشيدة بأن العمل لتحقيق مقاصد وأهداف التنمية المستدامة ليس بالأمر الجديد على الدولة، بل جزء من إطار العمل الحكومي وخارطة طريق التنمية التي تجسدها رؤيتها الوطنية والخطة المئوية 2071.

وتعتبر الاستدامة والتنمية من أهم مرتكزات التغيير الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات التي تسعى إلى التطور وفقاً لبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويعد التخطيط المستدام أحد أهم مرتكزات التنمية، حيث يشكل عاملاً أساسياً يسهم في التطوير والتنمية.

 

يعرف د. ربيع رستم مدير الجودة الأكاديمية، وأستاذ مشارك في هندسة المياه والبيئة في جامعة هيريوت وات بدبي لـ«البيان»، التخطيط الحضري بأنه تهيئة المناخ الذي يسمح للتجمعات بإيجاد الوسائل الضرورية لتحقيق إطار معيشي ملائم لسكانها تتوفر فيه أسباب الراحة والرفاهية داخل المدن، شريطة أن يتم التخطيط برؤية مستدامة.

وأوضح د. رستم، أنه أجرى بحثاً بعنوان «الفيضانات والتخطيط في المراكز الحضرية» ركز خلاله على تطوير حلول مستدامة لمشكلات الهندسة المائية والبيئية، عبر تطوير الأدوات والتقنيات التي يمكنها التعامل مع الطبيعة المعقدة لهذه الأنظمة لوصف سلوكياتهم في ظل ظروف تشغيلية فعلية، كما ركز على تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المعتمدة على البيانات لنمذجة أنظمة المياه والبيئة المعقدة، بما يسهل فهم السلوكيات غير الخطية بطبيعتها بعيداً عن التعامل مع الرياضيات غير الخطية الحتمية، والتعامل مع التعقيد في النظام بطريقة مشابهة لطريقة التفكير والاستدلال البشري.

ريادة

وأكد د. رستم، أن الإمارات من الدول الرائدة في استخدام التخطيط الحضري للمحافظة على الموارد الطبيعية والاستدامة البيئية، حيث تبنت استراتيجيات شاملة لتطوير المدن وتوسيع نطاق التنمية الحضرية بهدف تحقيق الاستدامة البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية والنظم البيئية. وقال إن هذه الاستراتيجيات الفعالة التي تبنتها الإمارات تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الحضرية السريعة للبلاد والحاجة إلى حماية مواردها الطبيعية، لاسيما وأنها ترافقت مع إجراءات فعالة وخطوات مدروسة لتنفيذها.

مدن ذكية

وأشار إلى أن حكومة دولة الإمارات سعت لتحويل المدن إلى ذكية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والتحكم الذكي في الإضاءة والتكييف والمرافق العامة والمواصلات والتبريد وغيرها، ما ساعد في توفير الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، فضلاً عن حرصها على الحفاظ على المناطق الطبيعية والمحافظة على التنوع البيولوجي من خلال تبني العديد من المحميات الطبيعية وتنمية المساحات الخضراء.

موارد طبيعية

وأكد الدكتور رستم أن المياه من الموارد الطبيعية الثمينة، لذلك عملت الإمارات على تحقيق الاستدامة في استخدام المياه من خلال تطوير تقنيات الري الحديثة والحد من التسرب في شبكات نقل المياه، كما عملت على استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري وتنسيق الحدائق، وحددت إجراءات صارمة لاستخدام المياه في التوسعات العمرانية الجديدة، وطبقت لوائح خاصة لضمان تركيب أجهزة موفرة للمياه في المباني السكنية والخدمية.

وذكر أن الإمارات استثمرت بكثافة في البنية التحتية للنقل المستدام، بما في ذلك نظام المترو الحديث، والممرات المخصصة لقيادة الدراجات، وتلك الخاصة بالمشاة، ما قلل من الاعتماد على المركبات الخاصة وشجع على استخدام وسائل النقل العام، الأمر الذي بدوره أدى إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء وتوفير بيئة مناسبة للعيش الصحي والرغيد.

وقال إن الإمارات تشجع باستمرار على استخدام الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث وضعت أهدافاً طموحة لاستخدام الطاقة المتجددة في مدنها، بهدف توليد 50 % من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2050.

Email